الوساوس


علاج الوساوس - الوساوس وأنواعها - الوسواس القهري



   من الطبيعي العودة في بعض الأحيان للتأكّد من أنّ المكواة غير متصلة أو أنّ السيارة مغلقة، ولكن إذا كان الشخص يُعاني من اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: (Obsessive-compulsive disorder (OCD)، فإنّ الأفكار الهوسية والسلوكيات القهرية تُصبح مستنزفة للشخص لدرجة أنّها تؤثر في طبيعة حياته اليومية.



الوساوس

  هي أفكار تسلطية تستحوذ على الشخص فلا يستطيع الفكاك منها ولا تخليص ذاته من سيطرتها ولو جد في ذلك الجد كله، الاستحواذ: فكرة أو مجموعة من الأفكار تتسلط على الشخص المريض قسراعن إرادته، رغم إدراكه أن تسلط الأفكار هذه عليه غير سوي.
  لذلك فهي تسمى أحيانا الاستحواذات لاستحواذها على الشخص المريض فتقلق شعوره وتفسد عليه حياته فالشخص السري حينما تطرق ذهنه فكرة أن صنبور قنينة الغاز قد لا يكون مقفل، مثلا، فإنه بمجرد التأكد من ذلك والتحقق من أنه مقفل تزايله الفكرة فلا يبقى يوسوس وبعكس ما تكون عليه الشكوك لدى السوي وتزول بزوال فحص الفكرة، فإن الشكوك هذه بالنسبة للشخص الاستحواذي تبقي آخذة بخناقه فتنغص عليه حياته.
   تتفاوت الوساوس في محتواها، فهي قد تكون مقترنة بذكريات تافهة، أو لعلها تكون مرتبطة بأعمال قهرية Compulsive، وغالبا ما تقترن بمخاوف تسلطية، خالية من المعنى تماما، بل لعلها تكون مثيرة للضحك.
   يمكن أن نذكر في هذا السياق حالة امرأة مريضة، مثلا، كانت قد تعرضت لصدمة عقلية فبقيت تعاني من وسواس الخوف من العدوى من أي شيء: أي لبثت تكابد من وسواس العدوى التي تخشى أن تداهمها في أية لحظة، لذلك طفقت تتحاشی ملامسة أي شيء خشية العدوى وخوفا منها.
   ومن أجل التخلص من العدوى غير المبررة تلك، كانت تعمد إلى عدة طقوس في حياتها اليومية، من ذلك مثلا، تستبعد حواف الخبز، وتغلي طعامها عدة مرات قبل تناوله، وتغسل يديها بتكرار رتیب ممل، وتغسل أواني الطعام على نحو يتجاوز المألوف... إلخ. 
   ولدی مراجعتها الطبيب النفساني بادرت بالقول أن أعمالها تلك كانت لا تستند إلى شيء من الواقع، وأنها كما قالت، كانت تعي أن عملها ذاك هو عمل سخيف، ولكنها، كما ذكرت، كانت لا تستطيع التخلص من مخالب ذلك الوسواس المتسلط عليها. فما كانت تتمكن من أفكارها التسلطية الاستحواذية.
   بيد أنه من الخطأ الظن بأن مرضى الوسواس لا سيطرة لهم على قهر بعض وساوسهم، ففي مقدورهم أحيانا قهر سلطان أفكارهم التسلطية تلك، وذلك بشحذ قوة الإرادة لديهم Will Power ، لكن قوة الإرادة هذه تضعف أحيانا عندهم فلا تعمل إلا بشكل متكاسل، ولذلك فإن سطوة وساوسهم ما تفتأ أن تعاودهم فتهجم عليهم تارة أخرى.
   والأفكار الاستحواذية هذه غالبا ما تبدو ظاهرة للعيان في حالات:

  1. العصابات الوسواسية Obsessional Neuroses.
  2. الإنهاك أو الوهن العصبي sychosthenia .
  3. وفي بعض أشكال الفصام Schizophrenia.

كيفية التخلص من وساوس النفس

   من الجدير بالذكر أنّه حتى عندما تسير الأمور بشكل جيد، فإن الوسواس القهري يُمكن أن يختطف يوم المصاب، حيث إنَّ كلاًّ من الأفكار الهوسية، والسلوكيات القهرية، والقلق الذي يُصاحبها يُمكن أن يستنزف وقت وطاقة الشخص بشكل كبير، وعلى الرغم من أنّ العلاج بالأدوية والعلاج النفسيّ هما الطريقتان الرئيسيتان لعلاج هذه الحالة مدى الحياة، إلا أنّ الرعاية الذاتية تعدّ طريقة مفيدة جداً في السيطرة على مشكلة الوسواس القهري، وفيما يأتي بيان أهمّ العلاجات الدوائية والنفسية، وأبرز أساليب الرعاية الذاتية لمُصابي الوسواس القهري.

العلاجات الدوائية 

   تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب إذا كان الشخص يعتقد أنَّه يُعاني من الوسواس القهري، وعادةً ما يتمّ علاج اضطراب الوسواس القهري باستخدام بعض الأدوية مثل: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، أو العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية Cognitive CBT)، أو كلاهما، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأشخاص الذين يُعانون من الوسواس القهري يجدون أنَّ العلاج المعرفي السلوكي مفيدٌ جداً لهم؛ لأنّ هذا النوع من العلاج يُعلَّم الشخص كيفية التفكير بطريقة مختلفة تجاه هواجسه ووساوسه النفسية، ممّا يساعده على التغلب على هذه الأفكار والسلوكيات غير المرغوب فيها. 

 [الأمراض النفسية - عبد العزيز الجسماني / ط1]

لايوجد رد "الوساوس "

إرسال تعليق

Back to top