الأوهام


الوهم - التخيلات - التوهم - الخدع البصرية


   الأوهام أفكار زائفة، واعتقادات خاطئة، وآراء فاعلة، وكلها تكون ناشئة عن تشويه، فهي، إذن، أوهام لا تتفق بحال من الأحوال مع واقع الأشياء، ولذا لا يمكن تبديد غباشاتها بأي تأثير بغية التصحيح لتستقيم في منطقها، إنها أوهام ما من أساس لها يدعمها.


مفهوم الوهم والاوهام

  ما هو مرض الوهم والتخيلات الأوهام "Delusions" هي أفكار يعتقد صاحبُها أنها صحيحة على الرغم من كونها زائفة بالنسبة للآخرين، ولا يمكن إقناعه بأنّ أفكاره زائفة طبقًا للواقع مهما تمّت المحاولة، ويجدر الذكر أنّه في كثير من الأحيان تكون هذه الأوهام أعراضًا لاضطرابات نفسية مثل الفُصام.
   والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب الأعظم واضطرابات ذهانية أخرى، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن اضطراب الوهم "Delusional Disorder" وعن أعراضه وأسبابه وكيفية علاجه وفيما إذا كان من الممكن الوقاية منه أما لا، بالإضافة إلى علاقة مرض الوهم والتخيلات بمرض الفُصام "schizophrenia"
   وقد تواردت عدة اقتراحات من أجل تصنيفها وتبويبها فبعض المختصين يصنفونها إلى: 

  1. أوهام أولية Primary Delusions 
  2. أوهام ثانوية Secondary Delusions.
  3.    إن التقسيم الأنف لم يلق قبولا مسلما به. وأساس الرفض لذلك التقسيم يعزى إلى أنه تقسيم مصطنع فلا يمكن تطبيقه على أرض الواقع من حيث التطبيق الفعلي ولاحظ له من الإقناع.
   إن أكثر التصنيفات تقبلا لحقيقة الأوهام، هو تقسيمها تبعا إلى محتواها الرئيسي، وعلى هذا الأساس فثمة أمران تم تمييزهما، هما:
  1. أوهام حسية Sensony Delusions.
  2. أوهام تفسيرية Delusions of Interpretation.
   يتصف النوع الأول بكونه ملموسة ومحسوسة. فهي أوهام تستمد مادتها من الحواس ومن الانطباعات. والنوع الثاني من الأوهام تستند على الأفكار المجردة Abstract، وهي أوهام تقوم على أساس من الأوهام والخيال والتأمل، ولا سند حسي.
  أكثر أنواع الأوهام تكرار هي أوهام الاضطهاد Persecution، ومن بين أوهام الإحساس الاضطهادي، هي الأوهام المرجعية أو الإسنادية Reference، وفي هذه الحالة يعتقد المريض أن كل ما يحدث في بيئته ينضج منه شيء يتعلق به على نحو معين.
   وكل ما يحيط به يتعلق به بشكل مباشر. لذلك فهو يعتقد، متوهما، أن كل من حوله، الأصدقاء منهم والغرباء على حد سواء، يغمزونه، ویتآمرون ضده، ويتهامسون عليه، وكلهم بلا استثناء يراقبونه، فيترتب على ذلك أن علاقاته بالناس من حوله تتدنى تدريجيا فتسوء.
   ونتيجة لذلك فقد يسأل المريض شخصا تلتقي عيناهما مصادفة: (لماذا أنت تنظر إلى هكذا؟) أو قد يسال آخر: (لماذا أنت تحمل حقيبتك بيدك اليمني بدلا من حملها باليسرى، كلما قابلتني أو رأيتني؟) أو لعله يحدث نفسه بالقول: (عندما أستقل الترامواي، لماذا أرى بعض الناس يتضاحكون، وأرى بعضهم يبدأون بالكلام، وأرى آخرين منهم يغادرون الترام في الموقف التالي).
   وفي كثير من الأحيان يواجه الطبيب النفساني ضروبا من الأوهام  يشكو منها مرضاه وهي ذات محتوى موضوعي. ورغم ذلك فإن المرضى الذين يشكون من أوهام كهذه لا نجدهم قادرين على تحديد مصدر ما يتذمرون منه من أوهام. لذا يطلق على مثل هذه الأوهام ذات الطابع غیر المحدد بأنها أوهام المقياس الضيق المحدود.
   وقد يذكر المريض أحيانة اشخاص معينين، وبنطاق ضيق جدا، فيسمي بعض أقاربه، أو بعض معارفه، أو يتهم زملاءه في العمل بأنهم يضمرون له الشر، وأنهم ينوون إيذاءه، وانهم يتآمرون على تسميمه، أو أنهم يريدون قتله ... إلخ.

أسباب مرض الوهم والتخيلات

   كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات الذهانية، فإن السبب الدقيق لمرض الوهم والتخيلات لم يتم تحديده بعد، غير أن الباحثين ينظرون إلى دور العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية المختلفة باعتبارها أسبابًا مُحتملة لحدوث مثل هذا النوع من الاضطرابات، وفيما يأتي عدة نقاط حول أسباب مرض الوهم والتخيلات:
  1. الأسباب الوراثية: إن الاضطراب الوهمي هو أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بالاضطرابات الوهمية أو الفُصام.
  2. الأسباب البيولوجية: وذلك من خلال تأثير حدوث أي خلل في بعض مناطق الدماغ، فقد يكون هذا الخلل نتيجة لتشوهات حادثة في مناطق الدماغ التي تتحكم في الإدراك والتفكير.
  3. الأسباب البيئية: والتي تشمل الإجهاد في العمل وتعاطي الكحول والمخدرات، وأيضًا تشمل الأسباب البيئية العُزلة وأولئك الذين يعانون من مشاكل في البصر والسمع.

الوقاية من مرض الوهم والتخيلات

   لا توجد طريقة شائعة للوقاية من مرض الوهم والتخيلات، ولكن يمكن أن يساعد التشخيص المبكر المرافق للخطة العلاجية السليمة في تقليل الاختلال الحادث في حياة المريض على المستويين؛ الشخصي والاجتماعي

علاج مرض الوهم والتخيلات

   إن علاج هذا الاضطراب صعب للغاية، كما الحال مع معظم الاضطرابات العقلية والعصبية، ويستخدم الأطباء عادةً مضادات الذهان في الخطط العلاجية والتي تكون ناجعة لحد بعيد في كثير من الأحيان، ولكن تبقى هناك نسبة غير قليلة لا تتحسّن مع هذه المضادات، وتكمن المشكلة الأساسية في أنّ المرضى قد لا يعتقدون أن لديهم اضطرابًا ما، لذلك يرفضون العلاج الدوائي بما في ذلك العلاج السلوكي والإدراكي وجلسات التوعية النفسية.
   ومع ذلك فإن الدعم والطمأنينة من قِبل الأهل والأصدقاء والبيئة المحيطة بالمريض هما وسيلتان جيدتان لتساعدناه على تقبّل العلاج، وتتطلّب هذه الخطوات توفير الوعي الصحي والتثقيف النفسي لهذه البيئة لتكون قادرة على التعامل مع مثل هذه الحالة.

1 الرد على "الأوهام "

Back to top