العدوى الذهانية

هناك ضروب شتى من العدوى التي يمكن أن تتسبب في الاضطرابات العقلية التي لا تلاحظ فقط في حالات عدوى الجهاز العصبي المركزي مباشرة كالتهاب الدماغ والالتهاب السحائي وحسب، بل يمكن أيضا أن تتسبب في أمراض أخرى، ففي حالة التهاب الدماغ فإن الأمان يأتي نتيجة اصابة الجهاز العصبي بمرض فيروسي أو ميکروبي، بينما في حالة مرض الالتهاب السحائي فإن الميكانيزمات المرضية تكون مختلفة تماما.

كانت ثمة محاولات لتفسير حدوث الاضطرابات الذهانية كرد فعل من جانب الدماغ لحالات التسمم التي تنشأ عنها أنواع من العدوى، غير أن وجهة النظر هذه قد اصطدمت بمعارضة عارمة تبناها المختصون بالطب النفسي ممن يعطون الأولوية القصوى للميكانيزمات الوراثية التي يرونها هي المسؤولة عن تنامي مثل هذه العمليات والحالات.
وقد لاحظ الطبيب النفساني الألماني بونهایفر (1868-1948)، الذي أجرى عدة مقارنات بين حالات العدوى وحالات التسمم، أن هناك تشابهة في حالات الذهانات الناجمة عن كل من العدوى والتسمم، حيث وجد أن ذهانات العدوى والتسمم تتسم بما يلي:

الهذيان elirium
الذهول stupor
الخرس mutisim
الضعف العقلي amentia

وقد عزا بونهایفر جميع هذه الأعراض المرضية إلى أنماط من المؤثرات الخارجية من ردود الأفعال لدى الشخص المريض، وأنه كان يردها احيانا إلى استجابات غير محددة تصدر عن الدماغ لتأثير عوامل بيئية مؤذية تتسبب في إحداث هذه الأمراض، وجعل المختصون دور العوامل الخارجية مقتصرة على أنها میکانیزمات تحريك أو عوامل إطلاق trigger mechanisms، بمعنى أنها تقوم بإطلاق ردود أفعال تثير ضروبة من الكوامن الوراثية.
وقد ترتب على ذلك استبعاد الأساس الذي تقوم عليه الأصول التصنيفية المتبعة في الطب النفسي، وأن ذلك قد استتبع التقليل من دور العوامل الضارة الخارجية، وحل محله تفخيم دور العوامل الفطرية الوراثية، وأيا كان الأمر، فإن دور العوامل الخارجية المؤثرة في إحداث المرض والتسبب فيه، لا يمكن استبعاده أو التقليل من شأنه، أي أنه يبقى الدور الذي يؤثر بشكل أو آخر.
فمن المعروف جيدا، مثلا، أن الذهانات لا يمكن أن تكون موجودة ولا يمكن أن تنشا مصاحبة أو نتيجة لبعض الأمراض كمرض (التيتانوس) tetanus، أو مرض النكاف، بينما يشيع وجود هذه الذهانات ويكثر وجودها في حالات التهابات الدماغ الوبائية.
وبالتالي فإن عدوى الذهان يتأتى نتيجة لتفاعل معقد بل هو غاية في التعقيد لعمليات معدية يكون مكانها الدماغ.

أنواع مرض الذهان

قد تحصل بعض أنواع الذهان بسبب الظروف أو بعض الظروف المحددة وتشمل ما يلي:

اضطراب ذهاني موجز

يمكن أن تحدث اضطرابات ذهانية موجزة تسمى أحيانًا بالذهان التفاعلي الموجز خلال فترات الإجهاد الشخصي الشديد مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، والشخص الذي يعاني من الذهان التفاعلي لفترة وجيزة سوف يتعافى عمومًا في غضون أيام قليلة إلى بضعة أسابيع اعتمادًا على مصدر التوتر.

الذهان المرتبط بالمخدرات أو الكحول

يمكن لاستخدام الكحول والمخدرات غير المشروعة أن يسبب الذهان بما في ذلك المنشطات مثل الميتامفيتامين والكوكايين والأدوية التي من أعراضها الجانبية التسبب للمستخدمين بالهلوسة ورؤية الأشياء الغير حقيقية ولكن هذا التأثير يكون مؤقتًا.
الأشخاص المدمنون على الكحول وبعض الأدوية يمكن أن تظهر لديهم أعراض ذهانية عند التوقف فجأة عن الشرب أو تناول الدواء الذي هم مدمنون عليه.

الذهان العضوي

إن الإصابة في الرأس أو المرض أو العدوى التي تؤثر على الدماغ يمكن أن تسبب أعراض الذهان.

الاضطرابات الذهانية

يمكن أن تحدث اضطرابات ذهانية بسبب التوتر أو تعاطي المخدرات أو الكحول أو الإصابة أو المرض ويمكن أن تظهر أيضًا من تلقاء نفسها، الأنواع التالية من الاضطرابات قد يكون لها أعراض ذهانية:

اضطراب ثنائي القطب عندما يعاني شخصٌ ما من اضطراب ثنائي القطب تكون المزاجية لديه عالية جدًا إلى منخفضة جدًا فعندما يكون مزاجهم عالي وإيجابي قد تظهر لديهم أعراض الذهان قد يشعرون بحال جيد للغاية ويعتقدون أن لديهم صلاحيات خاصة، أما عندما يكون مزاجهم مكتئبًا فقد يكون لدى الفرد منهم أعراض ذهانية تجعلهم يشعرون بالغضب أو الحزن أو الخوف وتشمل هذه الأعراض التفكير في أن هنالك شخص ما يحاول إيذاءهم.
اضطراب الوهمية الشخص الذي يعاني من اضطراب وهمي يعتقد بقوة في الأشياء التي ليست حقيقية.
الاكتئاب الذهاني هذا هو حال الشخص الذي يعاني من حالة اكتئاب رئيسي مع أعراض ذهانية.
انفصام في الشخصية الفصام هو مرض مدى الحياة والذي تصاحبه عمومًا أعراض ذهانية.

المضاعفات والتوقعات للذهان

ليس للذهان العديد من المضاعفات الطبية ومع ذلك إذا ترك دون علاج فيمكن أن يكون ذلك خطرًا للأشخاص الذين يعانون من الذهان من عدم أخذ الرعاية الجيدة لأنفسهم وقد يؤدي ذلك إلى عدم علاج أمراض أخرى.
معظم الأشخاص الذين يعانون من الذهان سوف يتعافون مع العلاج المناسب وحتى في الحالات الشديدة يمكن أن يساعد الدواء والعلاج.