اضطراب الهوية الجنسية


المثلية الجنسية - الهوية المثلية - الجنس الثالث


   اختصارا يعرف ب(GID) وهو تشخيص يطلقه أطباء وعلماء النفس على الأشخاص الذين يعانون من حالة الضيق من نوع الجنس الذي ولدوا به، ويتميز اضطراب الهوية الجنسية بنفور شديد من جنس الشخص الفعلي مع رغبة للانتماء للجنس الآخر، ويكون منه انشغال دائم بملابس أو نشاطات الجنس الآخر، مع رفض نفسي للجنس الفعلي...


   ينتشر هذا الاضطراب في البنين أكثر منه في البنات، والتوصيف المجمل لهذه الحالة عند الذكور والإناث نتيجة الشعور النفسي كما يلي:

  1. ذكر كامل الذكورة من حيث الخلقة الظاهرة والباطنة، وله خصائص الذكورة المعتادة، يقول عن نفسه: أنا أنثى.
  2. أنثى كاملة الأنوثة من حيث الخلقة الظاهرة والباطنة، ولها خصائص الأنوثة المعتادة، تقول عن نفسها: أنا ذكر.
    وهذا الشعور النفسي عند هؤلاء ليس طارئا في مرحلة ما من حياتهم، وإنما عبروا عنه منذ الصغر.

 أسباب اضطراب الهوية الجنسية


  يقول أهل الاختصاص النفسي إنه ليس هناك أسباب معروفة محددة الاضطراب الهوية الجنسية بقدر ما هي عوامل مساعدة، أو مهيئة لهذا الاضطراب منها:

  • تشجيع الوالدين أو صمتهم أو حتى عدم اكتراثهم بسلوكيات الطفل الجنسية؛ مما يؤدي إلى أن يفهم الطفل -خطأ- أنهما يوافقانه على هذا السلوك، وأنهما راضيان عنه، مما يؤدي إلى نمو مشاعره في الانتماء للجنس الآخر.
  • التساهل في تربية الطفل على المثل الجيدة لمعاني الرجولة، أو الأنوثة، وضعف العمل على تنمية المشاعر المرتبطة بجنسه فيه في شتى المواقف والأحوال، وتقول النظريات التحليلية: إن توحد الطفل مع والده من الجنس الآخر قد يؤثر في ميوله وتكوين هويته، فالولد اللصيق بأمه بشكل كبيرقد ينمو ليصبح أنثوي الهوية أو الميول، والعكس بالنسبة للأنثى.
  • الأذى الجسدي أو الجنسي الذي يقع على الطفل في سن مبكرة قد يجعله يحلم باختفاء هذا الأذى، وزواله لو تحول للجنس الآخر، مما  يؤثر على تطور هويته.
  • وجود ملامح أنثوية لدى الأطفال الذكور قد يجلب لهم التعليقات والتحرشات، التي تؤدي لانحراف هويتهم، وكذلك مظاهر الخشونة بالنسبة للإناث.

 تأريخ، ونسبة وجود هذه المشكلة


   ذكر أهل الطب النفسي أن هذه المشكلة «قديمة قدم الإنسان على هذا الوجود» أما نسبة وجودها في المجتمعات فقد ذكرت بعض الإحصائيات: أن اضطراب الهوية الجنسية يوجد لدى الذكور بنسبة 1/30000، ولدى الإناث 1/100000، فهي في الذكور ثلاثة أضعاف نسبتها في الإناث ويتحدث هؤلاء عن أنفسهم بأنهم يعانون ضغطا نفسيا شديدا، ونسبة الانتحار بينهم تصل في بعض الإحصائيات إلى 21٪.

 اضطراب الهوية الجنسية مرض أم انحراف؟

 ورد في دائرة المعارف البريطانية: (يستمر هذا المرض لسنوات طوال، وعلى الأغلب العمر كله، مع خطورة تطور الاكتئاب والوصول به إلى الانتحار، وهو يبدأ في مرحلة مبكرة قبل البلوغ، إذ لا علاقة له بالرغبات الجنسية، ويستمر حتى إجراء الجراحة، وإن كان لا ينتهي تماما بها).
   وقال الدكتور حسان المالح: (يبدأ هذا الاضطراب عادة منذ سن مبكرة، من عمر سنتين إلى أربع سنين، حيث يميل الطفل الذكر إلى اللعب بألعاب الإناث... وفي حال الطفلة الأنثى التي تعاني من هذا الاضطراب نجدها تميل إلى الألعاب الجسدية الخشنة والمضاربات...
  وجوهر هذا الاضطراب هو انحراف في تمثل الطفل لهويته الجنسية الطبيعية، ... وفي مرحلة البلوغ والمراهقة والشباب يستمر الاضطراب عند نسبة كبيرة منهم، وتزداد معاناتهم داخل الأسرة و المجتمع... وتزداد في هذه الفئة عموما الخيالات الجنسية المثلية، وكذلك الممارسات الجنسية المثية). 

التشخيص

   قد يشخص خبراء الرعاية الصحية الإصابة باضطراب الهوية الجنسية بناءً على:

تقييم الصحة السلوكي

  سيقيِّمك مقدم الخدمة المختص بك للتأكُّد من عدم توافق هويتك الجنسية، ونوع جنسك المسجل عند الولادة، وتاريخك، وتطور مشاعر إصابتك باضطراب الهوية الجنسية، وتأثير العلامات المصاحبة لتزعزُعك بشأن هويتك الجنسية في صحتك العقلية، ونوع الدعم الذي تحصل عليه من الأسرة، والأصدقاء، والزملاء.

الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

   يمكن أن يستخدم مختص الصحة العقلية الخاص بك معايير اضطراب الهوية الجنسية المذكورة في الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
   يختلف اضطراب الهوية الجنسية ببساطة عن مجرد سلوك عدم ملائمة الدور الجنسي لذلك الجنس، يشتمل اضطراب الهوية الجنسية على الشعور بالضيق بسبب الرغبة الشديدة في الانتماء لجنس آخر غير الجنس الذي وُلِد به، والانغماس في أنشطة واهتمامات الجنس المختلف.
   في حين أن بعض المراهقين قد يُعبِّرون عن مشاعر اضطراب الهوية الجنسية إلى أهلهم، أو الطبيب، فقد يُظهر آخرون بدلًا من ذلك أعراض اضطراب المزاج، أو القلق، أو الاكتئاب أو يُظهرون مشاكل اجتماعية أو أكاديمية.

العلاج 

  يمكن للعلاج مساعدة مصابي اضطراب الهوية الجنسية على استكشاف هويتهم الجنسية والعثور على دور الجنس الأكثر راحةً لهم والأكثر تخفيفًا للتوتر، لكن يحتاج العلاج أن يكون مخصَّصًا، ما يمكن أن يساعد شخص ما ليس بالضرورة أن يساعد شخص آخر، قد تتضمَّن العملية أو لا تتضمن تغيير في الجنس أو تغييرات جسدية.
   تشمل خيارات العلاج تغييرات في التعبير عن الجنس والدور الجنسي، العلاج الهرموني، والجراحة، والعلاج السلوكي.
   فالخلاصة أن اضطراب الهوية الجنسية مرض وقد يصاحبه انحراف، وقد وجدت حالات انحراف جنسي مصاحبة لهذه المشاعر اعترف بها صاحبها


[اضطراب الهوية الجنسية - عبد الله بن محمد بن صالح]

1 الرد على "اضطراب الهوية الجنسية "

Back to top