دراسات في علم النفس المرضي pdf
.png)
¤ معلومات الكتاب :
-عنوان الكتاب : دراسات في علم النفس المرضي
-المؤلف : رشاد علي عبد العزيز موسى
-دار النشر : مؤسسة المختار للنشر والتوزيع
-الطبعة : الثانية
-البلد : مصر
-السنة : 1998
-الحجم : 11.1 MB
الكتاب الذي بين يديك ليس مجرد كتاب في علم النفس وإنما هو مجموعة كبيرة من الكتب لم يثر مثلها المكتبة العربية من قبل عددها الذي أسفر عن ثمانية عشر موضوعاً شملت مجالات مختلفة من الاكتئاب وأدوات مختلفة للتشخيص والقياس، وموضوع الاكتئاب يعرفه كل إنسان... ويعرفه الصغير والكبير وتعرفه المرأة والرجل ويعرفه الفلاح والعامل ويعرفه الصحيح والمريض، فالشخص قد يعالى من حالة اكتئاب تمر عليه ثم يمحوها الزمن، وقد يعانى من الاكتئاب لأنه خسر خسارة كبيرة أو لأنه فقد عزيزاً أو غالياً، والشخص المريض يشعر في كل ساعات يقظته بالحزن أو الإنقباض أو القلق وقد يشعر بالفراغ أو بأنه لا شيء أو بالحقارة أو بعدم الرضا عن الذات أو بالذنب أو ارتكاب الجرائم أو بعدم الرضا من الغير أو بعدم حاجة الناس إليه، وقد يصل به الأمر إلى ألا يكون راضياً عن نفسه أو أن يحاول أنهاء حياته ومعروف أن حوالى 15% من المصابين بالاكتئاب المرضى يحاولون الانتحا ر ويؤدونه بدقة تجعل من حولهم غير قادرين على انقاذه.
ويقال أن الاكتئاب مرض العصر وقد كثر ما نقرأه من حوادثه في وسائل الاعلام ومعروف أن الزمن قد تغير عن ذي قبل فقد اشتد ما يتعرض له الإنسان من توتر فنحن نعيش عصر التزاحم والتنافس والتلوث والغلاء والتصحر والندرة هذا رغم التقدم في وسائل المواصلات والاتصالات والاكتشاف والاختراع، كل هذا مع زيادة المطالب والالتزام وصعوبة الأداء، ويعالج المؤلف في كتابه الاكتئاب بدرجاته المختلفة وصيغه التباينة من ضعف الهمة إلى العدوانية وتجسيد الكراهية على من يحب ولذلك يقول المحللون النفسيون أن الاكتئاب يبدو كصراع بين الحب والكراهية فهناك من يقـ تل أمه أو أخته برغم وجود الحب بينها ويعترف بأن الشيطان وسوس له بذلك لأنهم يكرهونه.
الكتاب الذي بين ايدينا يعرض المظاهر الاكتئابية... أسبابها- ونتائجها ويعرض نظريات الاكتئاب ومظاهره فى البيئات المختلفة، ونلاحظ أن المؤلف يسيطر على جوانب الموضوع كلينيكية كانت أو سيكومترية ويتألف الكتاب في مجموعة متماسكة تمام التماسك.
أن المرض النفسي ليس وليد العصر الحديث بمتغيراته المختلفة، وإنما توجد العديد من البراهين والأدلة التاريخية التي تكشف عن معاناة البشرية من الأمراض النفسية منذ فجر التاريخ، وقد حاول الناس وقت ذاك تفسير المرض النفسي على أساس وجود أرواح شريرة تدخل الجسم وتسبب اضطراب وظائفه النفسية والعقلية، ووفقا لذلك كان يودع المصابون بالأمراض النفسية والعقلية في السجون ويتعرضون للاضطهاد والتعذيب، ويحكم عليهم في كثير من الأحيان بالموت حرقاً؛ وبدأ يظهر إلى جانب هذا النموذج الشيطاني في تفسير الأمراض النفسية والعقلية منذ القرن الرابع قبل الميلاد النموذج الطبيعي في تفسير هذه الأمراض بفضل ابقراط وجالينوس اللذين اعتبرا الأمراض النفسية والعقلية، مثل سائر الأمراض البدنية الأخرى، غير أن هذا النموذج الطبيعي لم يستطع التغلب على النموذج الشيطاني بفضل نفوذ الكنيسة القوي والتى كانت تؤيد هذا النموذج في تفسير المرض النفسي والعقلي، ثم بدأت تظهر في القرن السادس عشر بعض الاعتراضات على النظريات الشيطانية وعلى المعاملة الوحشية التي كان يتعرض لها المصابون بالأمراض النفسية والعقلية.
ففي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر نادى أحد الأطباء الفرنسيين بمعاملتهم معاملة إنسانية تحفظ لهم كرامتهم وبالاضافة إلى ذلك، بدأت تظهر خلال القرن التاسع عشر نظريتان في تغير السلوك المرضي هما النظرية العضوية والنظرية النفسية، وتعزي النظرية العضوية السلوك المرضى إلى أسباب عضوية تنحصر في جانبين هما تلف في الأنسجة أو اختلال كيميائي في المخ نتيجة لعيب وراثي، أو اختلال في وظائف الغدد الصماء، أو التلوث، وأما النظرية النفسية فتعزى السلوك المرضي إلى التعلم المنحرف، أى تعلم أنماط منحرفة من السلوك، وأخذت هاتان النظريتان تتصارعان في كل من ألمانيا وفرنسا خلال القرن التاسع عشر في تفسير بعض الأمراض النفسية.
وقد أدت دراسات كل من «فرويد» مؤسس المدرسة النفسية التحليلية و«بافلوف» مؤسس المدرسة السلوكية إلى تفوق المدرسة النفسية على المدرسة العضوية في تفسير المرض ابتداء من مطلع القرن العشرين، وبينما كانت المدرسة النفسية التحليلية تعزى الأمراض النفسية والعقلية إلى الصراعات الداخلية في أعماق شخصية الإنسان، ونرى فى الأعراض مظاهر سطحية تدل على اختلال عميق في الشخصية، كانت المدرسة السلوكية تعزي الأمراض النفسية والعقلية إلى عادات سلوكية غير توافقية تعلمها الفرد نتيجة لظروف معينة ساعدت على تدعيم هذه العادات السلوكية غير التوافقية ويتناول الكتاب الراهن موضوعاً حيوياً في علم النفس المرضي، حيث أنه يعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً في العصر الحديث، الا وهو مرض الاكتئاب وارتباطه ببعض الأمراض النفسية الأخرى مثل: القلق، والانحراف الجنسي، والادمان، والعدوان، بالاضافة إلى أثر كل من نوع التعليم والمهنة ، ووفاة الوالدين، والممارسات الوالديه، والتدين، وبعض المتغيرات الأخرى على نشأة هذا المرض، ومحاولة سبر غور دلالاته الاكلينيكية.
هذا، ويتكون الكتاب من ثمانية عشر فصلاً تعالج مجالات مختلفة من هذا الموضوع، ففي الفصل الأول، عرض مفصل لتعريفات ونظريات الاكتئاب النفسي القديم والنفس-ديناميكية، والأحادية والثنائية، والفينومنولوجية والبيوكيميائية، والمعرفية، وتناول الفصل الثاني تاريخ قياس الاكتئاب وأدواته المختلفة، ويحاول الفصل الثالث تكوين نموذج تنظيري للاكتئاب وبعض المتغيرات الأخرى، ويتناول الفصل الرابع الجدل التنظيري حول التفسير المرضي لظاهرة الابتكار، أما الفصل الخامس، فقد حاول الكشف عن أثر كل من التحصيل الاكاديمي ونوع التعليم والمهنة على الاكتئاب النفسي، وتناول الفصل السادس أراء «أدلر» فيها يتعلق بأهمية الترتيب الميلادي للفرد وعلاقة هذا بالاكتئاب النفسى.
وفي الفصل السابع، محاولة الكشف عن أثر موت الوالدين البكر على الاكتئاب النفسي للأبناء، في حين تناول كل من الفصل الثامن والتاسع الانحراف الجنسي والادمان وعلاقتها بالاكتئاب كما تناول الفصل العاشر أثر الثقافة على المرض النفسي والحادي عشر تناول اكتئاب الوالدين في علاقته باكتئاب ودافعية الأبناء للانجاز، كما تناول الفصل الثاني عشر والثالث عشر علاقة الاكتئاب النفسي بالنوع وحاسة الدعاية، ويحاول الفصل الرابع عشر الكشف عن المحتوى الظاهر لأحلام المكتبين، والفصل الخامس عشر عن الممارسات الوالدية وعلاقتها بالاكتئاب النفسي، في حين تناول الفصل السادس عشر أثر التدين على الاكتئاب، والفصل السابع عشر مدى التداخل التنظيري بين العدوان والاكتئاب النفسي، وأخيرا تناول الفصل الثامن عشر الجوانب التشخيصية للاكتئاب النفسي.
ويحاول المؤلف في هذا الكتاب تناول موضوع الاكتئاب تناولا شموليا بقدر الامكان- من زوايا متعددة بهدف الوصول إلى أسس تفسيرية لمرض الاكتئاب في الثقافة العربية، واستخدام هذه الأسس في التوجيه والارشاد والعلاج النفسي كما أن هذا الكتاب ما هو إلا محاولة متواضعة على الطريق لاستكمال المسيرة العلمية لتقديمها إلى الباحث المتخصص في المجالات النفسية الطبية وخاصة وأن هناك ندرة في البحوث التي تناولت هذا الموضوع بشيء من الأسباب، أملا من تلك المحاولة حث بعض الباحثين إلى تحديد أو تشخيص الأعراض الاكتئابية التي تميز ناطقي الضاد بصعيدها المحلي والعربي كخطوة أساسية لبلورة نظرية عربية في الاكتئاب، تليها الخطوة الثانية وهي إعداد المقاييس النفسية للتحقق من تلك النظرية والوصول بها إلى تطبيقات نفسية وطبية وتربوية.
محتويات الكتاب
- الفصل الأول: نظريات الاكتئاب النفسي
- الفصل الثاني: الاكتئاب النفسي: قياسه وخصائصه السيكومترية
- الفصل الثالث: العجز النفسي كعامل وسيط بين بعض المتغيرات النفسية
- الفصل الرابع: الاكتئاب النفسي وعلاقته بالأصالة
- الفصل الخامس: الاكتئاب النفسي وعلاقته بالتحصيل الأكاديمي ونوع التعليم والمهنة
- الفصل السادس: الاكتئاب النفسي وعلاقته بالترتيب الميلادي
- الفصل السابع: أثر موت الوالدين المبكر على الاكتئاب النفسي للأبناء
- الفصل الثامن: الانحراف الجنسي وعلاقته بالاكتئاب النفسي (دراسة حالة)
- الفصل التاسع: أثر استهلاك الكافايين على الاكتئاب النفسي
- الفصل العاشر: البنية العاملية للاكتئاب النفسي بين عينة مصرية وأخرى أمريكية ((دراسة مقارنة حضارية)
- الفصل الحادي عشر: الاكتئاب النفسي للوالدين وعلاقته بالاكتئاب ودافعية الأبناء للانجاز
- الفصل الثاني عشر: النوع كمحدد سلوكي للاكتئاب النفسي (دراسة عاملية)
- الفصل الثالث عشر: الاكتئاب النفسي وعلاقته بالدعاية
- الفصل الرابع عشر: المحتوى الظاهر لأحلام المكتئبين (دراسة إكلينيكية)
- الفصل الخامس عشر: الممارسات الوالدية وعلاقتها بالاكتئاب النفسي
- الفصل السادس عشر: أثر التدين على الاكتئاب النفسي
- الفصل السابع عشر: الاكتئاب وعلاقته بالعدوان: (دراسة عاملية)
- الفصل الثامن عشر: فاعلية استخدام اختبار تفهم الموضوع في تشخيص الأعراض الاكتئابية

لايوجد رد "دراسات في علم النفس المرضي pdf"
إرسال تعليق