اضطراب الوسواس القهري



الوسواس القهري - الوساوس - اسباب الوسواس


  إن هذا العصاب من أكثر الاضطرابات النفسية ألما ومعاناة ، فقد وجد أن نسبته بين المترددين على عيادة الطب النفسي بمستشفى جامعة عين شمس حوالي 2.6٪، وهو يمثل حوالي 4% من مجموع الاضطرابات العصابية، وتدل الأبحاث الحديثة على أن شيوعه بين التعداد السكاني يتجاوز توقعاتنا السابقة  بحوالى 5.2٪. 

  ويختلف كثير من الأطباء حول طبيعة هذا المرض، فالبعض يرى أن يدرجه مع الذهان؛ نظرا لأن بعض حالات الوسواس القهري تتحول أحيانا إلى أمراض ذهانية، بل يذهب البعض بإراءه ليقول إنه عملية دفاعية ضد الذهان.
  وقد لاحظت هذه الظاهرة في بعض المرضى، فإذا عولج الوسواس القهري وشفي تماما ، يبدأ المريض في المعاناة من أعراض ذهانية شبه فصامية، وإذا عالجناه من الذهان يعود ثانية لشكواه من الوسواس القهري، بل وأحيانا تتأرجح شكوى المريض بين الأعراض، وينظر بعض الأطباء لهذا المرض باعتباره أحد معادلات اضطراب الابتهاج الاكتتابی، خاصة النوع الدوري من الوسواس القهري؛ حيث إن الأعراض القهرية كثيرا ماتنشأ كإحدى ظواهر مرض الاكتئاب.
  ويجب أن نفرق بين مرض الوسواس القهري والأعراض القهرية، التي تظهر مع عدد من الأمراض، والتي سيطول شرحها مع التشخيص الفارق

المفهوم العام

 الوسواس القهري مرض عصابي يتميز بالآتي:

  1. وجود (أ) وساوس في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف، أو (ب) أفعال قهرية في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية، وعادة ما تسبب الأفكار القهرية قلقة ومعاناة شديدة، ويقوم المريض بالأفعال القهرية للتخفيف من آلام الأفكار
  2.  يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ، ولا معقولیتها ، ومعرفته الأكيدة أنها لاتستحق منه هذا الاهتمام (وهنا أهمية تفرقتها من الهذاء أو الاعتقاد الخاطئ أو الضلال حيث يؤمن المريض بصحته) . 
  3.  محاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام لها ، ولكن مع طول مدة العرض قد تضعف درجة المقاومة
  4.  إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس، وقوتها القهرية عليه، مما ينتج عنه شلله الاجتماعي وآلام نفسية وعقلية شديدة إن المريض بالوسواس القهري يعلم علم اليقين بعدم صحة أفكاره، ولذا فهو يعاني من مرض عصابي، أما المريض بالاعتقاد الخاطئ فهو مقتنع تمام الاقتناع يصدق اعتقاده، ولذا تعتبر مرضه ذهانية

  والحق أن كثيرا من ألعاب الأطفال لها طابع قهری، ذلك التلميذ الذي يعد السلالم أثناء هبوطه أو تعلقه، والذي يقف الحجر بقدمه من المدرسة إلى المنزل وكذلك عند العودة، أو يسير خطوة على الرصيف وخطوة على الأرض، وهو يعلم تفاهة هذه الأعمال، ولكنه لايستطيع التوقف عنها، وكذلك كثير من العادات والتقاليد يلعب فيها العامل القهري دورا مهما، فحدوة الحصان على المنزل مانع الحسد، ويوم الجمعة ظهرا ساعة نحس، وسكب الملح على المائدة يبعث على الشؤم .. وهكذا، ثم نفخ الزهر قبل لعب الطاولة، ثم الطقوس التي يقوم بها الفرد قبل خروجه من المنزل من شرب الشاي، وقراءة الجرائد، وحلق الذقن والاستحمام والإفطار وبطريقة منظمة إن اختلفا علها شعر بعدم الراحة والقلق، رغم معرفته أن تغيير هذا الروتين أن يضر إطلاقا، والطالب الذي يستمر طوال الامتحان مرتدية الزي نفسه الذي امتحن به اليوم الأول وأجاد أثناءه الامتحان، وأصبح يتشاءم من تغير ردائه. 

أسباب الوسواس القهري 

  يلعب العامل الوراثی دورا مهما في نشأة الوسواس القهري؛ فقد وجد أن بعض ابناء المرضى بالوسواس يعانون من المرض نفسه، كذلك الأخوة والأخوات، هذا غير بقية أفراد العائلة الذين يعانون من الشخصية القهرية، وقد وجدت في دراسة حديثة أن التاريخ العائلي لمرض الوسواس القهري في مصر يظهر في 16 مريضا من 84 حالة، أي حوالی 30٪ أي النسبة قريبة من النسب الأخرى في بلاد العالم.
  ويتداخل العامل الوراثي مع الجيني؛ لأن تأثير الوالد أو الوالدة غير المرنة، ذات الأمثال العليا، والضمير الحي، الوسوسة في تصرفاتها بلاشك سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثيا أوسعية.

لايوجد رد "اضطراب الوسواس القهري "

إرسال تعليق

Back to top