اضطراب الهلع (القلق النوابي)



الهلع - اضطراب نفسي - القلق - الخوف


   ينتشر هذا الاضطراب بنسبة تتراوح من 2٪ من إجمالي عدد السكان، والسمة الأساسية هي نوبات متكررة من القلق الشديدة (الهلع، لاتقتصر على موقف محدد أو مجموعة من المواقف، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بها، وتتباين الأعراض البارزة من شخص إلى آخر، كما هو الحال بالنسبة لاضطرابات القلق الأخرى.

  ولكن تشيع البداية المفاجئة للخفقان وألم الصدر وأحاسيس الاختناق والدوار وأحاسيس باللاواقعية (تبدد الشخصية والواقعية)،  وكما يترتب على ذلك دائما وبشكل ثابت وجود خوف ثانوي من الموت أو فقدان التحكم في النفس أو الجنون، وتستمر كل نوبة على حدة لمدة دقائق فقط، وإن كانت تطول عن ذلك أحيانا، وكذلك يتباين معدل ومسار هذه النوبات وهي أكثر شيوعا بين النساء، ويعيش المرضى أثناء نوبة الهلع حالة متصاعدة الشدة من الخوف، ومن أعراض نشاط زائد بالجهاز العصبي اللاإرادی تؤدی بهم إلى الخروج العام من المكان، وإذا حدثت هذه النوبة في موقف معين، كالتواجد في أتوبيس أو وسط زحام، فقد يسعى المريض إلى تجنب هذا الموقف فيما بعد.                 كذلك، فإن نوبات الهلع المتكررة وغير القابلة للتنبؤ بها قد تتسبب في خوف المريض من البقاء وحده أو الخروج إلى أماكن عامة، وكثيرا مایلی نوبة الهلع خوف مستمر من الإصابة بنوبة اخرى.

 مؤشرات تشخيصية

  عندما تحدث نوبة هلع في موقف رهابي.. فإن ذلك يعتبر تعبيرا عن شدة الرهاب، والذي يعطى عندئذ الأولوية في تشخيص اضطراب الرهاب، أما تشخیص اضطراب الهلع أساسا، فيتم فقط بعد استبعاد أي من أنواع الرهاب المذكورة، ولكي يكون التشخيص أكيدة، يجب أن تحدث عدة نوبات شديدة (3-4 نوبات) من قلق الجهاز العصبي المستقل في خلال شهر:

  1. في ظروف تخلو من خطر موضوعی.
  2. لايجوز أن تقتصر النوبات على مواقف معروفة أو قابل للتنبؤ بها.
  3. يجب أن توجد فترات خالية نسبيا من القلق بين النوبات (وإن كان القلق التوقعی شائعا).
   عند التشخيص الفارق: يحتاج اضطراب الهلع إلى التمييز بينه وبين نوبات الخوف الحاد التي تحدث كجزء من اضطرابات الرهاب، وقد تكون نوبات الهلع ثانوية لاضطرابات اكتئابية وخاصة بين الرجال، وإذا استوفيت في الوقت نفسه المعايير التشخيصية للإضطراب الإكتئابي.. فإنه لا يصح أن يشخص اضطراب الهلع باعتباره التشخيص الرئيسي، وتوجد علاقة واضحة بين الهلع واضطرابات نفسية أخرى أهمها الاكتئاب، وسوء استعمال المواد مثل الكحول والمهدئات، ومحاولات الانتحار (حوالی 20٪)، وكذلك يصاحب اضطراب الهلع في حوالی من 20-10٪ حالات تدلى الصمام الميترالي، وهو اضطراب خلقي لايسبب خطورة، ولكن عادة مايعتقد مريض الهلع أن السبب هو القلب، ويبدأ مريض الهلع بنوية حادة من نشاط الجهاز العصبي المستقل (ضربات القلب - العرق - الدوخة)، مع إحساس باختلال في الذات وخوف من الموت أو الجلون، ومركز هذه النوبة هو جذع المخ، والذي يعتبر المخزن الرئيسي للموصل العصبي السيروتونين، ثم يبدأ المريض في القلق والخوف من احتمال حدوث النوبة، ويزيد معدل القلق، ومركز هذا القلق والخوف من احتمال حدوث النوبة - هو الفص الحدي (السطح الأنسي للفص الصدغي)، وهذا النص يحمل في خلاياه أكبر تركيز الموصلات العصبية للسيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين، وأخيرا يصاب المريض بالخوف أو الرهاب، ويتجلب الخروج بمفرده ويصاب برهاب الأماكن المتسعة، والفص الجبهی هو المسؤول عن ذلك.

العلاج

   ويتجه العلاج تبعا للوصف السابق لإعطاء مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو رافعة السيروتونين، ويقال إن العقاقير المؤثرة على زيادة السيروتونين في المشتبكات العصبية أكثر فاعلية في اضطرابات الهلع، مثل البروزاك (فلکسوتين) أو فافارين (فلوفوکسامین)، وكذلك مجموعة البنزوديازيين (زاناكس - فاليوم - تيفان)، أما بالنسبة للرهاب والخوف، فالعلاج الأساسي يتجه للعلاج السلوكي في هيئة التعرض ثم الامتاع، أو العلاج النفسي المعرفي في سبب الإصابة؛ حيث إنها كثيرة ماتنتج عن حدث حياتي أو بيئي أو صدمة فقدان عزیز... إلخ.

لايوجد رد " اضطراب الهلع (القلق النوابي) "

إرسال تعليق

Back to top