المعالج النفسي


psychology

  هو الأخصائي الذي يقوم بالدور الرئيسي في عملية العلاج النفسي. ويتخرج المعالج النفسي في أحد أقسام علم النفس بالجامعة، ويتخصص في الصحة النفسية والعلاج النفسي على مستوى الدراسات العليا حتى الدكتوراه. 
   ويدرس المعالج النفسي علميا المواد المتخصصة في الصحة النفسية والعلاج النفسي والإرشاد النفسي وعلم النفس المرضي وعلم النفس الفسيولوجي وقدر كاف من المعلومات الطبية والاجتماعية اللازمة في عملية العلاج النفسي .
  والتدريب العملي والخبرة في العلاج النفسي والإرشاد العلاجي تحت الإشراف ثم مستقلا في العيادات النفية ومراكز الإرشاد النفسي له أهمية كبيرة في إعداد المعالج النفسي.
  ويقوم المعالج النفسي - مع فريق العلاج - بفحص وتشخيص وعلاج المشكلات النفسية، وعلاج حالات العصاب، والاشتراك مع الطبيب النفسي في علاج الحالات النفسية الجسمية وحالات الذهان. ويشارك المعالج النفسي في عملية الإرشاد العلاجي.
 حاجة المجتمع إلى العلاج النفسي :
  يملأ الصراع والإحباط والحرمان حياة بعض الناس في المجتمع، ويضيق القلق عليهم الخناق، فيعيشون في وحدة وانطواء، ويتطور بهم الحال إلى السلبية واللامبالاة، وقد يصل الحال إلى المرض النفسي الذي يحتاج إلى علاج نفسي متخصص. وكثير من الناس في المجتمع يخطئون في تقدير مشكلاتهم واضطراباتهم وتحديد مرضهم فيظنون أن أمراضهم النفسية ما هي إلا أمراض جسمية . هؤلاء المواطنون يحتاجون إلى العلاج النفسي ليساهم في تغيير نمط حياتهم من الضياع والشقاء إلى السعادة والهناء.
   إن نظرة المجتمع الحديث إلى المرض النفسي تختلف عن نظرة المجتمع فيما مضى. فقد أصبح المجتمع الحديث ينظر إلى المرض النفسي على أنه مرض يحتاج إلى العلاج شأنه في ذلك شأن المرض الجسمي، ففتحت العيادات النفسية والمستشفيات أبوابها لاستقبال المرضى، إلا أن هذا ما زال في حاجة إلى المزيد من التوسع في ضوء تخطيط علمي لتوفير الأخصائيين في فريق العلاج النفسي.
  إن المجتمع بمؤسساته المختلفة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة... إلخ، مسئول عن عملية التنشئة والتطبيع والاندماج الاجتماعي للأفراد والجماعات. إن المريض الذي يأتي إلي العلاج النفسي هو ابن مجتمعه ونتاج ثقافته، فهو يتأثر بتقاليده ويساير معايره وقيمه ويخضع لمحرماته ... إلخ إن المجتمع قد يحدد ما هو واقعي وما هو موضوعي، وقد ينسى ما هو شخصي وما هو ذاتي. وقد يهتم المجتمع بالجماعة أكثر من الفرد، وقد يفرض المجتمع المنافسة والصراع والرقابة الإجتماعية المفرطة، وقد يتطرف في النقد والكف الاجتماعي لسلوك الأفراد.
  وقد يتعرض المجتمع لبعض العوامل الهدامة التي تؤثر على الصحة النفسية للأفراد مثل الفساد والانحلال وعدم الاستقرار والاضطراب والتفكك والتخلف، وقد يمر المجتمع بظروف تفرض على الفرد التوتر والقلق مثل ظروف الحرب والأزمات الاقتصادية ..... إلخ 
  وتعتبر الوقاية من الأمراض النفسية من أهم مستلزمات المجتمع نحو أفراده. فقد رأينا في الفصل الثاني من هذا الكتاب (أسباب الأمراض النفسية) أن الأسباب البيئية الاجتماعية للمرض التفسي كثيرة، وهذه العوامل الاجتماعية المسببة للمرضى النفسي يجب عمل حسابها وتصحيحها قبل أن تؤدي بالأفراد في المجتمع إلى المرض النفسي وهذه مسئولية اجتماعية في إطار تحقيق المساواة والعدالة والخدمة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي بطريقة مخططة حتى تحقق الصحة النفسية والصحة الاجتماعية.
  وصحيح أن العوامل الاقتصادية تلعب دورا هاما في الموضوع ، حيث أن العلاج النفسي يتكلف أكثر من غيره من أنواع العلاج جهدا ووقتا ومالا. ومعروف أنه ليس في متناول كثير من الأفراد أن ينحملوا تكاليف العلاج النفسي. وهذا يلقى مسئولية وواجبا على المجتمع أن يكثر من العيادات والمستشفيات النفسية. 
   وخير للمجتمع أن يتحمل تكاليف علاج الفرد المريض سنة في عيادة نفسية بشفى ويعود بعدها عضوا نافعا لنفسه وللمجتمع بدلا من أن يعوله بقية حياته مريضا مزمنا مقيما في مستشفى للأمراض التنفسية. وهكذا نرى أن مسئولية المجتمع في مجال الصحة النفسية والعلاج النفسي نعتبر أحد الملامح الرئيسية لوجوده نفسه.
[ حامد عبد السلام زهران - الصحة النفسية والعلاج النفسي - ط 4 ]

لايوجد رد "المعالج النفسي "

إرسال تعليق

Back to top