الفحص


psychologie

     الفحص الدقيق هو حجر الزاوية للتشخيص الموفق والعلاج الناجح. ويجب أن تكون عملية الفحص واضحة تماما لدى المعالج، من حيث أهميتها وهدفها وشروطها، ومصادر المعلومات والبيانات، وخطوات الفحص . 
هدف الفحص :
  وهدف الفحص هو فهم شخصية العميل ديناميا ووظيفيا، والوقوف على نواحی قونه ونواحی ضعفه، وتحديد اضطرابات الشخصية التي تؤثر على سعادته وهنائه وكفايته وتوافقه النفسي والاجتماعي ، وعلاقاته، بالآخرين خاصة الأقرب إليه، وفهم حياته الحاضرة والماضية وعلاقتها مشكلاته ومرضه. ويجب أن يؤدي الفحص الدقيق الموضوعي بقدر الإمكان إلى تشخيص قائم على أساس تاریخ العميل، وأسباب اضطرابه وأعراض مرضه في ضوء ظروف حياته، والعوامل التي تدخلت في بناء شخصيته، والصعوبات التي واجهها، ونمط سلوكه. 
شروط الفحص :
    يجب أن تراعي في عملية الفحص الشروط الآتية: 
1- دقة وموضوعية الفحص، وهي من الأمور التي يجب أن يحرص عليها المعالج من أجل الوصول إلى التشخيص الدقيق، ومن أجل تقييم عملية العلاج بعد القيام بذلك، حيث يمكن إعادة بعض الاختبارات مثلا لملاحظة مدى التغير الذي طرأ على حالة العميل. 
2- بذل أقصى جهد للحصول على المعلومات والبيانات بكافة الطرق حتى عن طريق الخطابات أو التليفون أو القيام بزيارات فعلية للطبيب المعالج أو المنزل أو المدرسة أو العمل... إلخ. 
3- حث العميل على التعاون والاهتمام بعملية الفحص، ومساعدة المعالج حتى يستطيع أن يساعده، ويلاحظ أن المريض العقلي قد لايشكو من المرض رغم أنه مصاب بمرض خطير. وكثيرا ما يكون فحص المريض متعذرا بسبب ماییدیه من مقاومة وعدم تعاون. 
   وقد يكون المريض نفسه مغلقا غير قادر إما بسبب الجهل أو نقص المعرفة على إمداد المعالج ببعض البيانات والمعلومات، فقد يرفض التعاون والتجاوب والكلام ويقاوم عملية الفحص . ومثل هذه الحالات تحتاج إلى مهارة فائقة من المعالج في عملية الفحص. وهناك فرق بين المريض أهل الثقة الذي يتمتع بالبصيرة وبين المريض الذي لا يتمتع بذلك. 
4- سرية المعلومات. وهذا أمر ضروري ويجب أن يؤكده المعالج للعميل حتى يتحدث بحرية وثقة في جو آمن وخاصة أن بعض المعلومات والبيانات قد تثير متاعب قانونية أو اجتماعية. 
5-تنظيم المعلومات، وهذا يجعل تفسيرها دقيقا ويكفل الحصول على صورة كاملة للشخصية. 
6- تقييم المعلومات التي يحصل عليها المعالج. وعليه أن يحدد ما إذا كانت حقائق ثابنة أو احتمالات. ويمكن أن يقاس صدق العميل بسؤاله بعض الأسئلة التي لايمكن الإجابة عنها بالنفى ويلاحظ أن العميل قد ينكر بعض الحقائق المعروفة. وهنا يهمنا الموقف الانفعالي المتصل بهذه الحقائق. ويجب أيضا مراجعة بعض المعلومات مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ومن يهمهم الأمر. فقد يهمل العميل ذكر بعض المعلومات الهامة، وقد يضلل المعالج أو لا يمده بمعلومات كافية، وقد ينكر المرض، وقد يكون مضطرب البصيرة لا يدرك طبيعة مرضه أو مشكلاته ومن ثم لا ينعارن لا في الفحص ولا في العلاج.
[ حامد عبد السلام زهران - الصحة النفسية والعلاج النفسي - ط 4 ]

لايوجد رد "الفحص "

إرسال تعليق

Back to top