الآثار النفسية للسمنة


   لا تقتصر الآثار النفسية للسمنة على فقدان الثقة و القلق فحسب، بل يمكن ان تشمل على اضرابات اكثر خطورة مثل الاكتئاب و فقدان الشهية، أو الشره المرضي و الذي يؤدي بدوره الى اضطرابات الأكل و الشراهة. 
   و السبب في ذلك هو فقدان الثقة بالنفس، حيث أن الثقافة المجتمعية الحديثة ترى الجسم المثالي بانه الجسم الرشيق وحسب،  وبأن الأجسام الجذابة والمثيرة هي فقط تلك الأجسام المثالية دون سواها. 


السمنة

  هذه الثقافة تجعل الشخص صاحب الوزن الزائد يشعر بأنه شخص غير مرغوبٍ به، لذا يشعر الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالازدراء والأكتئاب ومن مشاكل نفسية تنعكس سلبا بشعور الشخص تجاه نفسه ,خاصة النساء منهم.

السمنة في علم النفس 

  يميل علم النفس الحديث للنظر إلى اضطرابات الأكل على أنها مزيجٌ متكامل ما بين العوامل النفسية للفرد إضافةً لبيولوجيته وجيناته ودور المجتمع والأسرة والإعلام من حوله وأثرها على سلوكياته.
  وفقًا للدليل تشخيصي إحصائي للاضطرابات العقلية "DSM5"، تعرّف اضطرابات الأكل بأنها مجموعة من المشاكل النفسية التي تتسم بوجود عاداتٍ غير طبيعية في الأكل والأفكار والعواطف المتعلقة به، والتي بدورها تؤثر سلبًا على صحة الفرد الجسدية والعقلية في الآن نفسه.
  كما تتداخل مع أنشطته الطبيعية وجودة حياته بطرقٍ شتى، وتشمل العديد من الممارسات التي قد تؤدي لخسارة الوزن أكثر من اللازم أو لكسبه فوق المستوى الصحيّ المعقول.
  ولو جئنا للتفسير النفسي لمشاكل الأكل والسُمنة، لوجدنا أنّ مدرسة التحليل النفسي منذ عقود قد حاولت تفسيرها، ففرويد نفسه قد ربط بين التعلق الفموي بالأكل عند البدناء بنوعٍ من الولع نتيجة للحرمان العاطفي الذي تعاني منه شخصياتهم، ففي نظريته الشهيرة بالتحليل النفسيّ، يقع كلٌّ من الجوع والرغبة الجنسية على نفس المسافة تقريبًا.
  أما في السنوات الأخيرة، فيميل علم النفس الحديث للنظر إلى اضطرابات الأكل على أنها مزيجٌ متكامل ما بين العوامل النفسية للفرد إضافةً لبيولوجيته وجيناته ودور المجتمع والأسرة والإعلام من حوله وأثرها على سلوكياته.
   إلا أنّ هناك الكثير من العوامل النفسية التي يمكن أن تسهم في اضطرابات الأكل والسمنة مثل انخفاض الثقة بالنفس ومشاعر العجر أو فقدان السيطرة على الحياة، والاكتئاب، والقلق، والغضب، أو الشعور بالوحدة وعدم الرضا عن الشكل الحاليّ.

أعراض السمنة النفسية 

هناك أنواع مختلفة من اضطرابات فرط الأكل التي تسبب السمنة:

 1- الأكل القهري (Binge Eating Disorder)

   اضطراب الأكل القهري يعبر عنه بشراهة الأكل التي تظهر من حين لاخر، وخلالها تأكل كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير (أقل من ساعتين). وعادة ما يكون هناك شعور بعدم السيطرة على فرط الأكل، دون وجود أي سلوك  للتعويض عنه، مثل: التقيؤ، الإسهال، فرط ممارسة الرياضة أو الصيام. وعادة ما تكون هذه وسيلة للتعامل مع الأحاسيس، ويعتبر بالتالي نوع من الأكل الحسي.

2- الأكل الحسي دون الشراهة

  هو نمط سلوكي، يميل فيه الأشخاص الذين يعانون منه إلى اللجوء إلى الأكل كلما نشأت مشاعر قوية وغمرتهم. المشاعر يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية. 
  أي أن الشخص يمكنه أن يشعر بالضغط أو القلق ويذهب ليأكل شيئا ما لتهدئة نفسه، وبشكل مشابه، عندما يحصل على علامة جيدة في الامتحان، يذهب ليأكل شيئا ما، لكي يكون من الأسهل عليه استيعاب الفرحة التي تغمره.
   في هذه الحالة ينظر للطعام كمهدئ، منظم للمشاعر ومريح، وعادة لا يكون لدى هؤلاء الأشخاص وسائل أخرى فعالة لتنظيم العاطفة.

3- عادات الأكل "السيئة"

   غالباً الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، تكون لديهم عادات الأكل غير السليمة، على سبيل المثال: هم اعتادوا على تناول الطعام الدسم، كميات أكبر من الكميات التي يحتاجونها لكي يشبعوا، ويأكلون حتى عندما لا يكونوا جائعين.
   تكون لديهم صعوبة في السيطرة على النزوات المتعلقة بتناول الطعام، أي: عندما تكون لديهم الرغبة في تناول طعام دسم أو غير صحي، فانهم عادة ما يستسلمون لهذه الرغبة، ولا يقيدوا أنفسهم.
   لدى البعض مشكلة في السيطرة على الرغبات أيضا في مجالات أخرى، وهذا يتجلى في السلوك الاندفاعي وفي " العمل دون تفكير"، لمثل هذا النوع من فرط الأكل يوجد طبيعة إدمانية، من خلال التفكير "انه يجب الان الحصول على" ما نرغب به!

4- اجتماع كل ما ذكر

   الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة قد يعانون من جميع أنواع فرط الأكل، أو البعض منها فقط.

اضرار السمنة النفسية 

  للسمنة آثار نفسية  عديدة كنقص الثقة بالنفس خاصة لدى الأطفال والمراهقين،ومن المشاكل الاجتماعية خاصة النظرة السلبية من الآخرين في المجتمع هذا ما يترك التأثيرات السيئة ويسبب اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، يعاني الأشخاص من السمنة والدهون المفرطة بشكل يختلف عن الحالة العادية للفرد الطبيعي ، ومن أسبابها زيادة في الأكل الغير الصحي والزائد  عن حاجة الجسم ، ومن أسباب البدانة وزيادة الوزن أيضا أمراض مثل الشره ما يشكل خطر  على المعدة وكذلك القلب بسبب تراكم الدهون ، ويؤدي هذا إلى  ظهور العديد من المشكلات الصحية  وخاصة لدى المصابون بالأمراض المزمنة.
  في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة مثلا هناك ارتفاع وزيادة للبدانة والسمنة بسبب تداعيات فيروس كورونا من حجر صحي ، وهذه الزيادة في عدد البدناء والأشخاص المصابين بالسمنة تؤدي لظهور الاثار الجانبية النفسية  واضطرابات وأمراض جسدية خطيرة على الشخص والمجتمع ككل.
  يوضح دكتور ماجد عبد العال، أستاذ التغذية والغدد الصماء، أن السمنة لا تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبى، إلا فى حالات السمنة الشديدة التى تؤثر على الجهاز التنفسى، وتسبب نقص غاز الأكسجين، وزيادة غاز ثانى أكسيد الكربون، مما يؤدى إلى التقليل من نشاط الخلية المخية، ويؤثر على مراكز التنبيه بالمخ، فيقل الإدراك مع الميل للنوم، وعدم التركيز والصداع، غير أن ذلك لا يحدث إلا قليلا، وفى حالات السمنة المفرطة، والحالات المتأخرة التى يعانى منها الجهاز التنفسى، وتتأثر عملية التنفس ودخول الهواء وخروجه من الرئتين.
  يوضح دكتور ماجد عبد العال، أستاذ التغذية والغدد الصماء، أن السمنة لا تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبى، إلا فى حالات السمنة الشديدة التى تؤثر على الجهاز التنفسى، وتسبب نقص غاز الأكسجين، وزيادة غاز ثانى أكسيد الكربون، مما يؤدى إلى التقليل من نشاط الخلية المخية، ويؤثر على مراكز التنبيه بالمخ، فيقل الإدراك مع الميل للنوم، وعدم التركيز والصداع، غير أن ذلك لا يحدث إلا قليلا، وفى حالات السمنة المفرطة، والحالات المتأخرة التى يعانى منها الجهاز التنفسى، وتتأثر عملية التنفس ودخول الهواء وخروجه من الرئتين.
  وقد أجريت دراسات كثيرة فى هذا المجال، ولكن النتائج لاتزال غير مؤكدة، حيث لوحظ أن بعض المصابين بحالات الاكتئاب والقلق النفسى والفراغ العاطفى، يلجأون إلى الإكثار من الأكل كرد فعل لهذه الاضطرابات، وقد يحدث العكس أيضاً، حيث لوحظ أن السمنة خصوصاً فى الإناث صغيرات السن، قد تؤدى إلى ظهور بعض الاضطرابات النفسية والجنسية، وقد تظهر هذه الأعراض عند اتباع نظام غذائى للتخسيس، أو نتيجة لتعاطى بعض الأدوية المنبهة والمنشطة التى تساعد على ظهور القلق، أو بعض الأدوية التى تزيد من مادة السيروتنين بالمخ، وتؤدى إلى الميل للنوم، غير أن غالبية البدناء تتحسن حالتهم النفسية نتيجة لنجاح العلاج ونقص الوزن.
  ويشير الباحثين فى هذا المجال إلى أن شخصية البدين قد يعتريها بعض التغيير الذى يدفعه إلى الإفراط فى الطعام وتفضيل المأكولات التى تحتوى على كمية كبيرة من السكريات، وأيضا الاعتماد على الآخرين وعدم الاكتراث.

أثر السمنة على الفرد والمجتمع 

   تكمن خطورة هذا الداء بما يصاحبه من أمراض مزمنة تهدد حياة المريض و قدرته على الإنتاج, و بالتالى يكون لها تأثير ضار على المجتمع ,و على عجلة الإنتاج ,مما دفع بعض الدول إلى إنفاق مبالغ طائلة لعلاج أصحاب هذا الداء و للوقاية منه.
   فقد أثبتت الإحصائيات أن ما تنفقه دولة مثل المملكة المتحدة لمكافحة أمراض السمنة تقدر بحوالى 7,4 بليون جنيه استرلينى سنويا. أما الولايات المتحدة كان نصيبها من الإنفاق ما يعادل 92,6 بليون دولار سنويا.
   أهم الأمراض المصاحبة للسمنة (زيادة الوزن ) هي: مرض السكر ارتفاع ضغط الدم ارتفاع نسبة الدهون فى الدم صعوبة التنفس أثناء النوم تضخم الكبد الأزمة التنفسية آلام الظهر و التهاب المفاصل الاكتئاب النفسي بعض الأمراض السرطانية ويمكن للمريض التغلب على زيادة الوزن هذه بإتباع عدة طرق و هي:
  • إتباع نظام غذائى جيد.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • تناول بعض العقاقير الطبية و التي تساعد على إنقاص الوزن.

   هذه الطرق الثلاثة قد تؤدى إلى إنقاص الوزن بما لا يزيد عن 5 إلى 10 % عمليات إنقاص الوزن : يمكن عن طريق بعض العمليات الجراحية الحصول على إنقاص وزن جيد و لفترة طويلة قد تصل إلى 15 عاما مع تحسن ملحوظ من الأمراض المصاحبة.

السمنة وعلاجها 

  يمكن اتباع تقنيات مختلفة من الأنظمة الغذائية، التي تؤدي لفِقدان الوزن والأنسجة الدهنية الزائدة.
   وقد أظهرت الدراسات أن 20 % فقط من المرضى، قادرين على علاج  وإزالة 6 كغم من وزنهم، والحفاظ على الوزن الجديد لمدة عامين، التعليمات الغذائية للمصابين، لعلاج السمنة مشابهة للأشخاص العاديين:
  • الإكثار من تناول المواد الغذائية غير المصنعة التي تُعطى في النظام الغذائي. 
  • الحد من استهلاك الدهون، السكر والكحول.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف. لم تكن هناك، بحسب الأبحاث، أفضلية كبيرة وصحية لطريقه علاج السمنة على طريقه اخرى.

  غير أن هناك أهمية كبيرة لتثقيف المرضى لعلاج السمنة، بخصوص كيفية التخطيط مبكرًا لقائمة الطعام اليومية، وتسجيل وجبات الطعام التي تم تناولها، فالتثقيف السلوكي في علاج السمنة هو عبارة عن حجر الأساس في الطريق لإنقاص الوزن بطريقة صحيحة.
   إن ممارسة التمارين الرياضية ضرورية للمحافظة على فِقدان الوزن وعلاج السمنة للمدى الطويل، يسبب النشاط الجسماني زيادة في استهلاك السُّعُرات الحرارية في الجسم، ومن المهم أن نشير ونؤكد، أن ممارسة الرياضة لوحدها تؤدي إلى إنقاص قليل في الوزن، أما الميزة الرئيسية لممارسة الرياضة، فهي أنها تساعد في الحفاظ على نقصان الوزن مع مرور الوقت.
  يوصى اليوم، بممارسة النشاط البدني المعتدل - المجهد لمدة ساعة في اليوم.

 علاج السمنة الدوائي

    تمت الموافقة على عدد قليل جدًّا من الأدوية لعلاج السمنة التي بحاجة لوصفة طبية، والتي يوصى بها لتخفيف الوزن، يوصى بتناول الأدوية كجزء من البرنامج العلاجي الشامل، وليس كوسيلة وحيدة لتخفيف الوزن وعلاج السمنة.
  إن الأدوية التي تعطى اليوم هي ردكتيل (Silbutramine) الذي أظهرت الدراسات أنه يؤدي لخسارة 5 كغم خلال 6-12 شهرًا، ودواء اورليستات (Orlistat)، الذي يؤدي لخسارة 4 كغم خلال 6-12 شهرًا.
   يجدر التنويه إلى أنه توجد للأدوية آثارٌ جانبية كثيرة: قد يسبب الردكتيل جفاف الفم، الإمساك، الدوخة، الأرق، وقد يسبب الأورليستات الإسهال وحدوث اضطرابات مختلفة في الجهاز الهضمي.

 العلاج الجراحي 

  إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 40، يستطيعون أن يخضعوا لعمليات جراحية مختلفة في المعدة (تقصير البالون، الخ) الذي يؤدي إلى فِقدان الوزن.
   لكن الانخفاض في الوزن والذي يقدر بحوالي 50 % من وزن المريض الأولي، ترافقه آثار جانبية خطيرة ومضاعفات للعملية الجراحية مثل: عدوى في الصِّفاق، الحجارة في المسالك الصفراوية، فرط الخُثورية واضطرابات غذائية خطيرة، مع نقص الفيتامينات المختلفة.
 كما تظهر الأبحاث أن ما يقارب 40 % من المرضى، سيعانون من مضاعفات العملية الجراحية.


   لقد أصبحت ظاهرة السمنة أكثر شيوعًا وبشكل متزايد. تنطوي هذه الظاهرة على العديد من الإصابات، في نوعية الحياة ومتوسط عمر الشخص الذي يعاني من السمنة.
   توجد اليوم، العديد من طرق علاج السمنة وانقاص الوزن، المبدأ الأساسي الذي تستند إليه هذه الأساليب، هو اتباع نمط حياة صحي، يشمل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

لايوجد رد "الآثار النفسية للسمنة "

إرسال تعليق

Back to top