اضطرابات اللغة والكلام



اضطرابات الكلام - اضطرابات اللغة



   تعد اضطرابات اللغة والكلام أخطاء كلامية تنتج عن أخطاء في حركة الفك والشفاه واللسان أو عدم تسلسلها بشكل مناسب، ومن الواضح أن في سن الطفولة المبكرة تختلف لغتهم عن لغة الراشدين، إذ أنها تتميز بلغات مختلفة وتدل معايير النمو على أن الطفل العادي يستطيع أن يتخلص تماما من العيوب اللغوية فيما بين الرابعة والسادسة وإذا لم يتخلص منها في هذه السن كان مضطربا في كلامه.



مفهوم اضطرابات اللغة والكلام

   وقد عرف Emerick اضطرابات اللغة والكلام بأنها: عدم قدرة الطفل على ممارسة الكلام بصورة عادية تناسب عمره الزمني ونوعه، وقد يتمثل ذلك في صعوبة نطق أصوات الكلام أو تركيب الأصوات مع بعضها لتكوين كلمات مفهومة، أو عدم تركيب الكلمات في صورة جمل مفهومة، عدم استخدام الكلام بصورة فاعلة في عملية التواصل مع الآخرين.
   وتعرف اضطرابات اللغة والكلام بأنها «اضطراب طويل المدى في إنتاج الكلام أو في إدراكه وبالتالي فإن الكلام المضطرب هو الكلام الذي ينحرف عن كلام الآخرين، ويكون لافتا للانتباه ويسبب سوء التوافق بين المتكلم وبيئته الاجتماعية وقد تكون هذه الإضطرابات ذات أساس عضوي أو وظيفي»، وقد عرف بالمر ويانتيس Palmer & Yantis الكلام المضطرب بأنه استجابة كلامية تختلف بدرجة ملحوظة عن الاستجابات الكلامية الشائعة بين الأفراد من حيث الخصائص الصوتية المسموعة المعتادة.
   أما فيصل الزراد  فيعرف إضطراب اللغة والكلام بأنها: اضطراب يتعلق بمجرى الكلام أو الحديث، ومحتواه، ومدلوله، ومعناه، وشكله، وسياق وترابطه مع الأفكار والأهداف، ومدى فهمه من الآخرين، وأسلوب الحديث، والألفاظ المستخدمة، بمعنى أنها تدور حول محتوى الكلام ومغزاه وانسجام ذلك مع الوضع العقلي والنفسي والاجتماعي للفرد المتكلم، ويعرف عبد العزيز الشخصي والدماطي  اضطرابات اللغة والكلام بأنها: عدم قدرة الفرد على إصدار اللغة بالصورة السليمة، وذلك نتيجة لمشکلات في التناسق العضلي، أو عيب في مخارج أصوات الحروف، أو الضعف في الكفاءة الصوتية، أو لوجود أي خلل عضوي.
   أما ماهل Mahl فيشير إلى أن: كلام الفرد يعد مضطربا إذا انصرف اهتمامه عما يقول بحيث يركز على كيفية نطق الأصوات الكلامية وطريقة التعبير عن الأفكار، وأيضا عرف آرام Aram اضطرابات اللغة والكلام بأنه: سلوك لغوي مضطرب يعود إلى تعطيل وظيفة معالجة اللغة، التي تظهر على شكل أنماط مختلفة من الأداء، وتتشكل بواسطة الظروف المحيطة في المكان الذي تظهر فيه وأخرون.
   والكلام غير السوي هو الكلام الذي ينحرف عن كلام الاخرين بدرجة تجذب الإنتباه، ويعوق الاتصال، أو بسبب حالة من الضيق والتوتر للمتحدث، أو المستمع أي أنه يمثل نتيجة الكلام، ولا يرجع لأسباب خاصة بأعضاء الجسم، وعليه فإن الكلام المضطرب هو الذي يكون غير واضح، وغير مفهوم للسامع، ويسبب سوء التوافق بين المتكلم.
   يتضح مما سبق على أن اضطرابات اللغة والكلام تتعلق بمجرى الكلام، وشكله، وسياقه، وترابطه، ومدى فهم الآخرين له، وأنها عبارة عن انحراف الكلام عن المدى المقبول للكلام العادي، أو استجابة كلامية تختلف بدرجة ملحوظة عن الاستجابات الكلامية الشائعة بين الأفراد من حيث الخصائص الصوتية المسموعة.

أسباب اضطرابات اللغة

  يتأثر النمو اللغوي بالذكاء وسلامة الجهاز العصبي، وثراء البيئة الاجتماعية، والثقافية، والخبرات التي يمرّ بها الطفل، وكمية ونوع المثيرات الاجتماعية؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ الطفل الوحيد ينمو لغوياً بشكل أفضل لاحتكاكه أكثر بالراشدين، وكذلك أطفال الطبقات الاجتماعية والثقافية العليا مقارنة بأطفال الطبقات الدنيا، وبصفة عامة يُمكن إرجاع اضطراب اللغة إلى عدة أسباب منها:

  • أسباب وراثية


  وتتمثل في وجود خلل في الجهاز العصبي المركزي، أو مراكز الكلام في المخ، وقد يولد الطفل ولديه عيوب في الجهاز الكلامي، مثل اختلال أربطة اللسان، أو عيوب بالأسنان، أو الشفه العليا، أو عيوب الفكين، أو سقف الحلق.

  • أسباب جسمية


  وقـد يرجع اضطراب اللغة إلى ضعف السمع عند الطفل خاصَّة في السنوات الأولى؛ حيث يصبح الطفل عاجزاً عن التقاط الأصوات الصحيحة للألفاظ، بالإضافة إلى أنّ إصابة الطفل ببعض الأمراض؛ مثل الحمى، والأنيميا قد يكون له تأثير على المخّ، مما يترتب عليه إصابة الطفل بعجز كامل أو جزئي في النطق.

  • أسباب نفسية


  الاضطراب الانفعالي عادة ما يكون مصحوباً في الوقت نفسه باضطرابات في الكلام، بالإضافة إلى أنّ المصابين باضطرابات الكلام يكونون أكثر قلقاً وتخوّفاً وإحساساً بالوحدة، وأكثر حساسية للمواقف المحرجة التي قد يتعرضون لها أمام الناس، وقد يشعرون بضعف الثقة بالنفس، وعدم الاطمئنان، مما يزيد من حدّة المشكلة.

  • أسباب اجتماعية


    اضطراب الكلام قد يرجع إلى العديد من العوامل الاجتماعية، نذكر منها:

  1. ابتعاد الطفل عن الآباء نتيجة لانشغالهما أو مرضهما.
  2. العلاقات المضطربة بين الآباء، وعدم التفاعل اللفظي بينهما.
  3. تعلم عادات النطق الخاطئ مثل حذف مقطع أو حرف من الكلمات ذات المقطعين أو الثلاثة.
  4. القلق الزائد من قبل الوالدين نحو الطفل
  5. ضعف ثقافة الأسرة وعدم خصوبة الألفاظ المستخدمة للتعبير عن المعاني والعلاقات الاجتماعية الموجودة في تلك الأسرة.
[اضطرابات التأتأة - هالة ابراهيم الجرواني/ رحاب محمود صديق]

لايوجد رد "اضطرابات اللغة والكلام "

إرسال تعليق

Back to top