مرض السرطان أسبابه تطوره علاجه


مرض السرطان - علاج السرطان - أسباب السرطان



  لقد أصبح مرض السرطان أحد مهددات حياة الإنسان في العصر الحديث وليس فقط في خطورته وصعوبة الشفاء منه ولكن لزيادة معدلات الإصابة بهذا المرض الخطير، فهذا المرض اللعين يصيب الإنسان في مختلف سنوات العمر فلا يميز بين ذكر أو أنثى، أو يميز بين كبير وصغير، أو يميز بين غني وفقير أو يميز بين متعلم وأمي، فالسرطان يصيب الإنسان في أي وقت، وحتى الآن لم تستطيع الإنجازات العلمية الحديثة أن تقدم إنجاز علاجي...


مفهوم مرض السرطان

 السرطان هو مرض يتصف أساسا بنمو الخلايا بطريقة غير محكومة،  السرطان ينتج من تغيرات في بعض الخلايا يؤدي إلى نموها بطريقة غير طبيعية، وتكتسب قدرة على الانقسام بسرعة غير عادية مؤدية إلى تكوين الأورام الخبيثة.
  هو مجموعة متشابكة من الأمراض وليس مرضا واحدا، والسرطان يبدأ في الخلايا، والخلية هي وحدة الحياة الأساسية في جسم الكائن الحي، ويتكون الجسم من عدة أنواع من الخلايا، وفي الوضع الطبيعي فإن الخلايا تنمو وتنقسم لتشكيل خلايا جديدة فقط عندما يحتاج الجسم لذلك، وهذه العملية المتتابعة تساعد على بقاء الجسم في صحة جيدة، ولكن أحياًنا تواصل بعض الخلايا عملية الانقسام عندما لا تكون هناك حاجة لخلايا جديدة، وهذه الخلايا الإضافية تشكل كتلة من الأنسجة يطلق عليها اسم الورم، والأورام بدورها تكون إما حميدة أو خبيثة.
   فالورم الخبيث يتصف بطاقة غير محدودة لنمو الخلايا المستمر، هذه الخلايا الخبيثة إما أن تمتد محليا وتغزو وتدمر النسيج الطبيعي المجاور، وإما أن تنتقل عبر الأوعية الليمفاوية أو الأوعية الدموية إلى أمكنة أخرى من الجسم وتؤسس بؤرا جديدة نامية تسمى البؤر السرطانية المتنقلة، هذه البؤر السرطانية المتنقلة بدورها تدمر الأعضاء الجديدة.
  وذلك يأخذنا للإجابة على التساؤل الآتي: ما هو الفرق بين الورم الخبيث والورم الحميد؟ 
  وفًقا لما جاء بالموسوعة الطبية فالجدول التالي يوضح الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة:

الاورام السرطانية


أسباب مرض السرطان

   من أسباب أو عوامل الخطورة التي يشار إليها عادة ضمن العوامل المساهمة في نشوء الأورام السرطانية لدى الأطفال:

  • الوراثة

   دور الوراثة في التسبب بالسرطان لا يختلف عن دور الوراثة في التسبب بأي مرض آخر، فتاريخ العائلة وخصائص المورثات تلعب جميعها دورا مهما في بعض أنواع أورام الأطفال، بينما من الممكن لأورام بأنماط مختلفة أن تظهر أكثر من مرة في التسلسل الهرمي لعائلة واحدة، ولكن السبب وراء إطلاق نشوئها وحدوثها عند طفل محدد من العائلة دون غيره وفي زمن ما يظل مجهولا، سواء أكان بسبب اختلاف المورثات، أم التعرض لمواد كيميائية سامة، أم التلوث الإشعاعي، أم تفاعلات مركبة بين كل هذه العوامل أدت إلى تفعيل النمو الورمي الشاذ. 

  • نمط المعيشة

  عوامل نمط المعيشة والعادات الحياتية مثل التدخين أو التغذية غير الصحية أو العمل بصناعات تستخدم الكيماويات السامة مثل البنزين فهو عامل خطير لنشوء اللوكيميا النخاعية الحادة، ولكنها قد تكون عوامل خطورة لأورام البالغين ولا يمكن اعتبارها كذلك بالنسبة للأطفال المرضى إذ أنهم صغار جدا حتى يتعرضوا لمثل هذه العوامل والتي تحتاج لمتسع من الوقت كي تشكل خطرا.

  • الفيروسات

  الربط بين التعرض لتأثير بعض الفيروسات مثل فيروس نقص وبين معدل زيادة الخطورة للإصابة (HIV) المناعة المكتسبة ببعض أنواع أمراض الطفولة مثل "أورام هودجكن"، والأورام الليمفاوية "اللاهودجكن، ويحتمل أن هذه الفيروسات تحدث تبدلات بالخلايا بطريقة ما بحيث تنتج خلايا مختلفة تتطور عقب تكاثرها ومرورها بمراحل النمو إلى خلايا ورمية.

  • التلوث

  تأثيرات التعرض لبعض العوامل البيئية مثل التلوث الإشعاعي، والتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية عالية التوتر بسبب السكن قرب خطوط الكهرباء عالية التردد، والتعرض للمبيدات الحشرية، والأسمدة الكيماوية.

  • علاجات الأورام

  عوامل الخطورة المتعلقة بعلاجات الأورام فقد أفادت العديد من الدراسات الطبية بوجود علاقة مباشرة بين بعض أنماط معالجات أورام الأطفال مثل الجرعات العالية من العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، وبين تطور أورام ثانوية غير الورم الأصلي المعالج عند بعض الحالات خلال فترات لاحقة من الحياة، فقد تسبب هذه المعالجات والعقاقير القوية تبدلات بالخلايا أو بالجهاز المناعي، وتؤدي إلى إختلالات بالحمض النووي ونشوء التسرطن.

  • التغذية

  سوء التغذية، فقد وجد العلماء أن هنالك ترابطا وثيًقا بين الغذاء الغني بالدهنيات والإصابة بسرطان القولون والثدي والبروستات، كما ثبت أن زيادة الوزن قد تساعد على ظهور بعض سرطانات الكلية وسرطان المثانة.

   ما عن الأسباب السابقة إلا أنه لم يتم التوصل إلى الأسباب المحددة للمرض, ولكن من الواضح أن السرطان ليس نتيجة التعرض للإصابة بمرض، كما أنه لا ينتقل من شخص لآخر كما.

معالجات السرطان

 يتكون فريق العلاج من: 

  1. الطبيب (على اختلاف تخصصاته طبيب الأورام، الجراح، الأسنان، التخدير، العظام، العلاج الطبيعي...
  2. الصيدلي.
  3. الممرضة.
  4. الأخصائي النفسي.
  5. الأخصائي الاجتماعي.
  6. أخصائي اللعب.
  7. الأسرة عنصر مهم جدا في نجاح أو فشل العملية العلاجية.
  يقوم الفريق العلاجي بدراسة الوضع الطبي للطفل المريض من جوانب مختلفة ومتعددة ومنها: الحالة الصحية للطفل، نوع السرطان، تصنيفه ضمن فئة وتصنيفه المرحلي، مدى انتقاله من موضع نشوئه، ومدى تأثيره على الخلايا المحيطة به.
   وتشمل معالجات السرطان على الآتي:

  1. العلاج الجراحي.
  2. العلاج الكيماوي.
  3. العلاج الإشعاعي.
  4. زرع النخاع العظمي.
  5. العلاج المناعي.
   وقد يتم الاقتصاد على أحد هذه العلاجات منفرد عند بعض الحالات، غير أن معالجة أغلب أورام الأطفال تتم بخطة تتكون من توليفة مشتركة من نوعين من العلاج أو أكثر للقضاء على الخلايا السرطانية.

  •  الجراحة - Surgery  

   يعتبر العمل الجراحي من أقدم أنواع معالجات السرطان، وبشكل عام هي العلاج الأكثر فعالية في الشفاء من السرطان، فهناك بعض الأورام لا تستجيب جيدا للمداواة بالأشعة أو العقاقير ويفضل أن تعالج بالجراحة، بينما البعض الآخر قد تصعب إزالته بالجراحة، لكنها قد تستجيب لأنواع العلاجات الأخرى، ورغما عن علاج الجراحة للورم بإزالته، إلا أنها تترك أحياًنا آثارا نفسية سيئة، فالجراحة وإن كانت تتعامل مع الورم مباشرًة بإزالته، إلا أنه من الممكن أن يتطلب لبتر الورم بتر عضو من أعضاء الجسم كالقدم أو الذراع أو العين، مما قد يتسبب في مشاكل نفسية واجتماعية عنيفة قد تؤدي إلى بعض الأمراض النفسية للطفل.

  • العلاج الكيماوي - Chemotherapy 

  وهنا الباحث يذكر بالتفاصيل كل شئ عن العلاج الكيماوي لأن الباحث استهدف الفئة التي تعالج بالكيماوي في عينة البحث.

  1. تعريف العلاج الكيماوي: هو علاج باستخدام أدوية خاصة تعرف بالعقاقير الكيماوية المضادة للسرطان، تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية، تدميرها، وذلك بمعرقلة وتفويض نسق العمليات الحيوية داخلها.
  2. مزايا العلاج الكيماوي: الميزة الرئيسية لهذا العلاج هي مقدرته على معالجة الأورام المنتقلة والمنتشرة، بينما يقتصر العلاج وتأتي الإشعاع أو العمل الجراحي على معالجة الأورام المنحصرة بمواضع محددة، وفاعليته المتميزة تعود إلى حقيقة أن الخلايا السرطانية بطريقة ما هي أكثر حساسية وأشد تأثيرا بالكيماويات من الخلايا الطبيعية.
  3. برامج العلاج الكيماوي: قد يتم استخدامه كعلاج وحيد في بعض الحالات، أو جزء من برنامج علاجي متكامل يتضمن عدة علاجات مشتركة وتتكون البرامج العلاجية من عدة دورات ،متكررة تفصل بينها فترات نقاهة، وقد يتلقى المريض خلال كل دورة توليفة مشتركة من عدة أدوية كيماوية، أو يتم الاقتصار على عقار واحد، حسب نوع الورم والمخطط العلاجي المتبع عند كل حالة، وبصفة عامة يتم استخدام العلاج الكيماوي خلال فترة زمنية متطاولة لتخفيض كم الخلايا السرطانية بالتدريج، إلى الحد الذي يتمكن فيه نظام المناعة بالجسم من السيطرة على أي نمو ورمي، إضافة إلى أن الفترة الزمنية ما بين الجرعات توضع بغية تحقيق أكبر تأثير على الخلايا السرطانية، وبنفس الوقت إعطاء فترة كافية للسماح للخلايا والأنسجة العادية كي تتعافى من مفعول العقاقير الكيماوية، إذن لأنواع العقاقير المختلفة تأثيرات بدرجات متفاوتة على الخلايا والأعضاء الطبيعية، ويؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات جانبية مصاحبة تتفاوت في الشدة من عقار لآخر، من شخص لآخر، ومن دوره علاجية لأخرى حتى بالنسبة لنفس الشخص، وهذه المضاعفات والتأثيرات السلبية منها تأثيرات قصيرة المدى.
  4. طرق تناول العلاج الكيماوي: يتم تناول العلاج الكيماوي بطرق متعددة: -عن طريق الفم: على هيئة أقراص أو كبسولات أو سوائل عن طريق -الحقن: الحقن في الوريد في العضل في شريان رئيسي- حقن موضوعي تحت الجلد- حقنة الظهر، الحقن العمدي -عن طريق القسطرات.
  5.  ما يقلق أطفال مرضى السرطان في العلاج الكيماوي: قد لاحظ الباحث إن أكثر ما يقلق الطفل المريض بالسرطان من العلاج الكيماوي هو الشكل الذي يتم تناول العلاج الكيماوي به (الحقنة) وما يصحبها من وخز أم ً لا في العثور على وريد ظاهر ولكن هيهات حيث تهرب الأوردة مع خوف الطفل من الوخز بالإبر، فضلا عن معاناة وألم ما بعد جرعة الكيماوي من القيء، والإرهاق والتعب وبالتالي عدم اللعب والانطلاق كما كان من قبل، وأضف إلى ذلك كله احتمال تسرب الدواء الكيمياوي تحت الجلد ومضاعفات ذلك من حروق الجلد والتهاباته.

  • العلاج الإشعاعي العلاج - Radiotherapy 

  بالأشعة هو شكل من أشكال العلاج الموضعي على غرار الجراحة، وتكمن فاعلية هذا العلاج في مقدرة الإشعاع على تدمير وتفتيت الحمض النووي بالخلايا السرطانية، وهو المادة الكيميائية التي تحمل المعلومات والشفرات الوراثية، وتتحكم في العمليات الحيوية اللازمة للتكاثر والنمو، وأداء مختلف الوظائف الخلوية، وبصفة عامة فالخلايا التي تنمو وتتكاثر بوتيرة سريعة، شأن الخلايا السرطانية، هي أكثر حساسية تجاه مفعول الإشعاع وأشد تأثرا، وبطبيعة الحال، تتخذ تدابير وقائية أثناء المعالجة الإشعاعية، تلافيا لتعرض أكبر كم ممكن من الأنسجة والأعضاء الطبيعية السليمة للإشعاع، وتتم عادة حمايتها باستخدام دروع واقية وبأنماط مختلفة، وبالرغم من هذه الإحتياطات، إلا أن بعض الخلايا الطبيعية تتأثر بالإشعاع وإن كانت عموما قادرة على التعافي بحيوية أكبر، نظرا لمقدرتها على استخدام تقنيات الجسم الطبيعية لإصلاح وترميم الأضرار الواقعة على الحمض النووي.

  •  زرع النخاع العظمي - Bone Marrow Transplantation

  النخاع العظمي هو النسيج الإسفنجي اللين، والمسمى بالنخاع الأحمر، والمتواجد داخل جزء العظام المعروف بالعظم الإسفنجي، والذي تتمثل وظيفته الأساسية في إنتاج خلايا الدم، ويتكون من خلايا متحولة (تتحول إلى خلايا دموية أي مولدة لمكونات الدم )، وخلايا دهنية، وأنسجة تساعد على نمو خلايا الدم.
  وتأتي الحاجة إلى إجراء عمليات زرع النخاع العظمي وزرع خلايا المنشأ المولِدة حين يصبح النخاع العظمي عاجزا عن أداء وظائفه وإنتاج  خلايا الدم، سواء نتيجة تضرره بسبب من السرطان نفسه الذي يجعله إما منتجا لخلايا ورمية شاذة أو منتجا لأعداد ضئيلة من خلايا الدم، أو جراء تأثيرات العقاقير الكيماوية والعلاج الإشعاعي الشديدة على النخاع، فقد يستلزم الأمر للقضاء على الخلايا السرطانية، خصوصا عند أورام الدم والأورام الليمفاوية وبعض الأورام الصلبة، إتباع برامج علاجية قوية وبجرعات مكثفة تؤدي إلى تدمير وإحباط النخاع وفقده المقدرة على أداء وظائفه، ومن هنا تستهدف عمليات الزرع استبدال خلايا المنشأ بالنخاع المصاب بالسرطان، أو المحبط بالعلاجات، بخلايا سليمة ومعافاة قادرة على النمو والتكاثر وإنتاج (Stewart,et,al.1994: 15- خلايا الدم.

  • العلاج المناعي - Immunotherapy

  العلاج المناعي ويعرف أيضا بالعلاج الحيوي أو بالعلاج المعدل للاستجابة الحيوية هو علاج بتوظيف آليات عمل الجهاز المناعي المختلفة، خصوصا الآليات المتعلقة بتمييز الخلايا الدخيلة، وإثارة ردود الفعل المناعي، وآليات رفع معدلات إنتاج الخلايا المناعية وتعزيزها، بغية دعم واستنهاض وتحفيز جهاز المناعة، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء لمقاومة الأمراض ومكافحة العدوى، أو لمعاملة الخلايا السرطانية كخلايا عدوة وتدميرها.

   كما أن هناك العديد من برامج مكافحة السرطان، والوقاية أو إزالة التعرض لمسببات السرطان، كالكشف المبكر، ومكافحة التدخين، والتغذية الصحية، وخفض استهلاك الكحول، وخفض التعرضات المهنية والبيئية المسببة للسرطان، وتجنب التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس الحارقة، والتثقيف الصحي فيما يتعلق بالعوامل الجنسية والنجابية المرتبطة بالسرطان.

لايوجد رد "مرض السرطان أسبابه تطوره علاجه "

إرسال تعليق

Back to top