أهداف التوجيه والإرشاد النفسي

   إن أهداف التوجيه والإرشاد النفسي تحدد وجهة كل من المرشد والعميل وعملية الإرشاد نفسها وأهم الأهداف ما يلي : 

1- تحقيق الذات: إن هدف المرشد هو العمل مع الفرد لتحقيق ذاته سواء كان هذا الفرد عادية أو متفوقة أو ضعیف العقل أو متأخيا دراسية أو متفوقة أو ناجحة. ومساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه.

   إن للفرد دافع أساسي يوجه سلوكه وهو دافع تحقيق الذات ونتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم لتنمية معرفة ذاته، وفهم وتحليل نفسه وفهم استعداداته وإمكاناته حتى يقيم نفسه وبالتالي يوجه ذاته ويوجه حياته بنفسه بذكاء وبصيرة وكفاية في حدود المعايير الاجتماعية لتحقيق هذه الأهداف .

   ويصمم هذا الهدف تحت عنوان تسهيل النمو العادي وتحقيق مطالب النمو في ضوء معاييره وقوانينه حتى يتحقق النضج النفسي . كي يسهل النمو السوي الذي يتضمن التحسن والتقدم وليس مجرد التغيير، إن الإرشاد النفسي يهدف إلى نمو مفهوم موجب للذات الذي يتحقق عند تطابق مفهوم الذات الواقعي مع مفهوم الذات المثالي، ومفهوم الذات هو المحدد الرئيسي للسلوك.

2- تحقيق التكيف والصحة النفسية: إن التكيف يعني التوافق الذي يسعى إلى تحقيقه التوجه والإرشاد ويتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حيث يحدث توازن بين الفرد وبيئته وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومتطلبات البيئة.

   وأهم مجالات التوافق النفسي والتكيف ما يلي:

1.  تحقيق التوافق الشخصي : أي تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الداخلية الأولية الفطرية والعضوية والتوافق المطالب النمو. 
2.  تحقيق التوافق التربوي : وذلك عن طريق مساعدة الفرد في إختيار أنسب المواد المدرسية والمناهج في ضوء قدرته وميوله حتى يحقق النجاح الدراسي. 
3.  تحقيق التوافق المهني : يتضمن اختيار المهنة المناسبة والاستعداد لها علمية وعملية حتى يكون الفرد منجزة وكفؤا فيشعر بالرضا والنجاح، أي وضع الفرد المناسب في المكان المناسب له وبالنسبة للمجتمع. 
4.  تحقيق التوافق الاجتماعي : ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية وقواعد الضبط الاجتماعي وتقبل التغيير الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم والعمل الخير الجماعة .

    ويدخل ضمن التوافق الاجتماعي التوافق الأسري والتوافق الزواجي . وبذلك تتحقق الصحة النفسية وسعادة وهناء الفرد .

    ويلاحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق والتكيف فالفرد قد يكون متوافقة ومتكيفة مع بعض الظروف ولكنه قد لا يكون صحيحة نفسية لأنه قد لا يكون مسايرة لنفسه ولكنه مسايرة للبيئة الخارجية. 

   إذن فالصحة النفسية هي أن يكون الفرد راضية داخلية وخارجية عن وضعه، ويرتبط بتحقيق الصحة النفسية هدف حل مشکلات الفرد أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه، ويتضمن ذلك للتعرف على أسباب المشكلات وأعراضها إزالة الأسباب وإزالة الأعراض.

[مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي - حاملة الفرخ شعبان / ط 1]

شارك الموضوع