انفصام الشخصية


انفصام - الشخصية


  يعد انفصام الشخصية أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا، كما أنه يتضمن أعراض الذهان، وغالباً ما يوصف انفصام الشخصية بالتفكك العقلي:
   حيث يؤثر ذلك الاضطراب على التفكير والمشاعر والسلوك بطريقة تجعل المصاب به يواجه مشكلة في أداء العديد من المهام البشرية المتنوعة، ومن أمثلة أعراض انفصام الشخصية الهلاوس والأوهام الذهانية وعدم ترابط الكلام والسلوك المضطرب، وكذلك فقد الإرادة وانعدام المشاعر أو تشويهها.

تعريف انفصام الشخصية :

   انفصام الشخصية هو حالة من المرض العقلي النفسي، ويسبب هذا المرض حدوث خلل في وظائف الدماغ، كما أنّه يمكن التعبير عنه على أنه مجموعة من الاستجابات الذهنية التي تسبب حدوث اضطراب أساسي في العلاقات على أرض الواقع، حيث يكون المرض عبارة عن اضطرابات وجدانية وسلوكية وعقلية ولكن تكون بصورة متفاوتة من شخص لآخر أو بصورة متفاوتة لدى نفس الشخص، فيكون الإنسان بعيد كل البعد عن أرض الواقع، كما أنّ الإنسان المصاب بالفصام العقلي أو انفصام الشخصية يقوم بعمل عالم خاص به، هذا العالم يكون مليء بالهلوسة والأوهام، ويقوم بمعايشتها على أنها حقيقة.
  يبدأ الإنسان المصاب بالانفصام حالة من الاضطرابات في التعامل مع الآخرين، وبالتالي يكون من السهل جداً الكشف عن الإنسان المصاب بالانفصام، كما أنّ معظم الأشخاص المصابين بالفصام يكونون مخيفين وخطيرين، لأنه لا يعي حقيقة ما يقوم به على أرض الواقع، ولا يرى الأمور كما يراها الإنسان السليم.

أعراض انفصام الشخصية :

  يمكن تقسيم أعراض انفصام الشخصية إلى مجموعة من الأعراض التي تكون واضحة على الإنسان، والتي من أهمها: 

اضطراب التفكير:

  يقوم مرض انفصام الشخصية بشل حركة التفكير لدى الإنسان المصاب، حيث إنّه يجعل الإنسان يفقد القدرة على التفكير بصورة سليمة أو بطريقة صحيحة، كما أنّه يدفع الشخص المصاب إلى الاقتناع بصورة تامة ببعض الأفكار الخاطئة، رافضاً جميع الأفكار الصحيحة، وبالتالي فإنّ الإنسان المصاب بانفصام الشخصية يتصرف أو يتكلم بصورة خاطئة دون الادراك بأن ما يقوم به هو أمر خاطئ. يقوم المريض بانفصام الشخصية بالتفكير في بعض التهيؤ، مثل أن يفكر في أنه كائن فضائي وليس كائن بشري، مقنعاً نفسه بصورة تامة بأن هذا الأمر صحيح، كما أنّه قد يتصرف على أن هناك شخص أو أرواح خفية تتحكم فيه وفي تصرفاته، فتأمره بأن يقوم ببعض الأفعال الخاطئة. 

اضطراب المشاعر :

  يعاني المريض بانفصام الشخصية من قلة التأثر من الناحية العاطفية مع الآخرين، حيث إنّه لا يشعر بطريقة عاطفية صحيحة، فيقل تبادله للمشاعر مع الآخرين، كما أنّه يدخل في حالة أقل ما توصف هي أنها حالة من التبلد، أي تبلد المشاعر، واللامبالاة، ويمكن ذكر مثال بسيط على مثل هذه الحالة، بأن يقوم الشخص المصاب بسرد قصة وفاة أحد المقربين منه دون أن يشعر بالحزن أو الأسى، وكأنه يسرد قصة عادية، خالية من المشاعر أو العواطف، وأن يقوم بالضحك خلال سرد قصة حزينة

ضعف الإدراك :

  يبدأ ضعف الإدراك كحالة عند الشخص المريض تكون متمثلة في أن يرى الشخص المصاب أو يسمع أصوات أو يرى أشياء وهمية، وهي أفكار غير صحيحة، كما أنّه يبدأ في دمج هذه الأفكار الغير صحيحة في عالمه الواقعي الذي يعيش فيه، ويمكن ذكر مثال بسيط على مثل هذه الحالة، وهي تتواجد لدى جميع المصابين بمرض انفصام الشخصية، وتكون بأن يفكر المريض بالمرض أو يتوهم بأن أي شخص يتكلم بصوت خافت مع شخص آخر فهو يتحدث عنه، ويبدأ في حالة من العداء مع هذا الشخص. 

تباين السلوك :

   يتكرر على وجه المريض بانفصام الشخصية بعض الحركات التي يقوم بها، مثل أن يقوم الشخص المصاب بعمل بعض الحركات على وجهه والتي لا معنى لها، ويقوم بفعل هذا الأمر بشكل متكرر وبصورة متواصلة، ويقوم بالتصرف بطريقة لا مبالية

  اضطراب طريقة الكلام :

   تظهر بعض الأعراض أيضاً من ضمن الأعراض أن يكون صوت المريض أو طريقة كلامه غير واضحة، فيعاني من حالة من الاضطراب في طريقة النطق، ويمكن تحديد أن الشخص مصاب بانفصام الشخصية بمجرد سماعه يتكلم.

أسباب انفصام الشخصية :

 هناك مجموعة من العوامل التي تسبب حدوث حالة انفصام الشخصية، والتي يمكن أن يتم تصنيفها إلى أكثر من مجال، ومن الممكن إيجاز الأسباب في أنّها قد تكون اجتماعية أو وراثية أو قد تكون نتيجة تلقي علاج نفسي خاطئ من خلال بعض العقاقير، وسيتم الحديث عنها بالتفصيل: 

الأسباب الوراثية :

  يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في إمكانية الإصابة بانفصام الشخصية، حيث إنّ العائلات التي يحتوي سجلها على بعض فرص الإصابة بالمرض من قبل، يكون أفرادها أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرهم، كما أنّ بعض الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يملكون توائم لنفس الزيجوت يكونوا مصابين بالفصام، كما أنّ الدراسات الحالية قد تصل إلى نتجه أن هناك بعض الأنواع من الجينات التي تسبب حدوث مثل هذا المرض

الأسباب البيئية :

   تتمثل الأسباب البيئية في بعض العوامل المحيطة بالشخص المصاب، والتي من أهمها تناول بعض أنواع العقاقير التي تسبب حدوث بعض الاضطرابات في الهرمونات والتي تكون على وجه الخصوص قبل مرحلة الولادة، أي أن تناول العقاقير يكون من قبل الأم الحامل، كما أنّ طريقة التربية أيضاً تؤثر بشكل أو بآخر على احتمالية الإصابة بالمرض، ومعظم الحالات التي تم تسجيلها بالإصابة بمرض انفصام الشخصية كانت تمتلك أبوين عنيفين جداً في طريقة تربية أبناؤهم والتعامل معهم، أو أبوين هادمين لأبنائهم، حيث إنّ أفضل طرق التربية هي الطرق التي تدعم الأبناء بطريقة كبيرة دون اللجوء إلى العنف معهم. 
  كما أنّ هناك بعض الأمور التي تحدث مع الإنسان، والتي تسبب حدوث حالة الفصام لدى الشخص المصاب، والتي من أهمها هي بعض المشاكل الاجتماعية التي تؤثر سلباً على الإنسان والتي من أهمها البطالة أو تدني المستوى الفكري والثقافي، والتي تسبب حالة من التوتر لدى الشخص المصاب.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية :

  تمكن العلماء بعد دراسات عديدة من التوصل إلى أن هناك بعض الأشخاص يكونوا أكثر عرضة من غيرهم في احتمالية الإصابة بانفصام الشخصية وتمكن العلماء من تصنيفهم إلى: 

 القرابة:

  وهم الأشخاص الذين لهم أقرباء مروا بنفس التجربة، فمن كان له أب أو اخ أو غيره من أقارب الدرجة الأولى أو الثانية، كان مصاباً بانفصام الشخصية، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية من غيرهم من الأشخاص الآخرين. 

المخدرات:

   وتكون احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يتناولون المخدرات والكحول أكثر من غيرهم من الأشخاص العاديين، وخصوصاً الذين يتناولونها منذ وقت مبكر، أي من فترة طويلة من الزمن

التفكك الأسري:

  وهو واحد من أهم العوامل التي تسبب إمكانية الإصابة بانفصام الشخصية، وتتمثل في الأبوين المنفصلين، أو الأسرة العنيفة مع الأولاد، أو الأسر المتفككة والت تعاني من الكثير من الاضطرابات الداخلية.

علاج مرض انفصام الشخصية :

  يمكن التوصل إلى أن علاج مرض انفصام الشخصية يتمثل في أن يتم إعطاء المريض مضاد الذهان، وهو عبارة عن دواء يقوم بعمل عملية تثبيط نشاط مستقبل الدوبامين، كما أنّ هذا الدواء يعتبر واحداًً من الأدوية التي تعالج الحالات النفسية.
  كما يلزم القيام ببعض الإجراءات من أجل الوصول إلى مرحلة العلاج الكافية، والتي من أهمها تعرض المصاب لعلاج وإعادة تأهيل من جميع النواحي والتي من أهمها النواحي المهنية والاجتماعية، حيث إنّ جميع هذه الأمور تصب في نفس البوتقة، وهي محاولة دمج الشخص المصاب في المجتمع من أجل الوصول إلى الدرجة المطلوبة من العلاج والشفاء.

لايوجد رد "انفصام الشخصية "

إرسال تعليق

Back to top