أربعة أخطاء في تربية الأبناء


تربية الابناء - أخطاء تربية الأبناء



 سنستعرض بعض الأساليب الخاطئة في التعامل مع الطفل لتجنبها قدر المستطاع ، وهذه الأساليب نوجزها في النقاط التالية :

 أولا : الصرامة والشدة 

  يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا أستخدم بكثرة ...فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ، حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلم وسِعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءا إذا قرن العنف والصرامة بالضرب ...؛ وهذا ما يحدث في حالة العقاب الأنفعالي للطفل الذي يُفقده الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .
   وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة ... ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة كما أنه يمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلا من خلال أعراض (العصاب) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ، وقد يؤدي هذا الصراع الى الكبت والتصرف المخل (السيء) والعدوانية تجاه  الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .

ثانيا : الدلال الزائد والتسامح 

  هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة  ... فالمغالات في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين ،أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة ...لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته ، والرحمة به والشفقة عليه والإهتمام بأمره ...
   ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة ( البيت ) ولكن ما إذا كبر وخرج الى بيئته الكبيرة ( المجتمع ) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالات ...ضاربا بالنتائج السلبية المخالفة عرض الحائط . أننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة ولكن بتوازن وحذر .قال صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا " أفلا يكون لنا برسول الله أسوة حسنة ؟

 ثالثا : عدم الثبات في المعاملة 

  فالطفل يحتاج إلى يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، وعندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها ... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها ، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرتباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض  وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والإختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لإرتكاب الخطأ .

 رابعا : عدم العدل بين الإخوة 

   يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الإنتقام من الكبار ، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : " اتقوا الله وأعدلو في أولادكم " .

لايوجد رد "أربعة أخطاء في تربية الأبناء "

إرسال تعليق

Back to top