نهاية الإجهاد النفسي pdf
.png)
¤ معلومات الكتاب :
-عنوان الكتاب : نهاية الاجهاد النفسي
-المؤلف : سعيد الحسينة
-دار النشر : الدار العربية للعلوم ناشرون
-الطبعة : الأولى
-البلد : لبنان
-السنة : 2015
-الحجم : 2.1 MB
يتحدث هذا الكتاب عن إيجاد حل للإجهاد النفسي والذي هو في جوهره يتعلق بعلم أعصاب النجاح، أو بكيفية تحديد المجال العفلي (الذهني) الذي يمكن شبكات العقل الأعلى من أداء دورها غلى مستواها الأقصى، أما عندما تندمج هذا الشبكات وتعمل معا فهي تفعل ذلك بنشاط وسرور وبسرعة تعادل مئة مليون أمر حاسوبي في الثانية الواحدة، وسوف يكون باستطاعتك عندها أن تتفوق في كل مستويات الحياة وذلك بدءا من المجال المهني والعائلي، ومن الصحة الجسدية وحتى العاطفية وصولا إلى الرياضية.
إن الدماغ هوالذي يولد الذكاء التحليلي والإبداعي الذي يمكن الإنسان من تحقيق أهدافه، ويولد كذلك الذكاء العاطفي والاجتماعي الذي يغرس في نفس المرء البهجة نتيجة قيامه بعمله، والطمأنينة في حياته، والتناغم في علاقاته.
يعتبر هذا كذلك أساس الصحة السليمة والعمر المديد، هذه هي العواقب الإجابية التي أرادتها الطبيعة عندما طورت الدماغ الأعلى "العقل الأرفع"، أما الأنباء السيئة هنا فهي أن الإجهاد النفسي يضعف شبكات الدماغ الأعلى، وهو الأمر الذي يمنع المرئ من العيش والنجاح بالشكل التام، لكن الأنباء المفرحة هنا فهي توافرحل للإجهاد النفسي، لكنه يولد الظروف العصبية التي تحفز نمو وصلات جديدة داخل الدماغ الأعلى، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توسيع قدرة ذلك الدماغ يعني ذلك أنه ما إن تندمج هذه الشبكات حتى تجعلك شخصا أكثر أداء بشكل كامل، وبحيث تتمكن من التوصل إلى مستويات أعلى.
أريد الآن أن أبدأ بمراجعة الأنباء السيئة حقا حول الإجهاد النفسي والتركيز على تأثيراته، أريد أن أكشف لك بعد ذلك الأنباء المفرحة جدا، والمتعلقة بالتوصل إلى حل للإجهاد النفسي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تكوين دماغ قوي، أبدأ بالقول أن الإجهاد النفسي يؤدي إلى إنتاج هرمونات الإجهاد النفسي، والإجهاذ النفسي يقوم بدوره بتعطيل الوظائف التنفيذية للدماغ، وهي التي تسمح لك بوضع خطة ومتابعتها حتى التنفيذ.
أن هرمونات الإجهاد النفسي تقوم بتقليص الشبكات الأخرى وكسر الروابط بينها، وهو الأمر الذي يجعلك عاجزا عن المحافظة على أفضل مستوى من الأداء، أو توليد الأفكار الخلاقة التي تؤدي إلى الإبتكار، إن هذه الهرمونات تجعلك أسيرا لدوافع المواجهة والفرار أو التجمد وتحول اتجاهاتك العاطفية نحو السلبية، وهو الأمر الذي يعرضك للقلق والغضب والرهاب، والاكتئاب، تعرقل هذه الهرمونات كذلك الجهاز المناعي وتنشر الفوضى في نظام القلب والأوعية الدموية وتلحق الضرربالكروموسومات، وتقتل خلايا الدماغ وتقتلك إذا ما بقيت من دون كبح.
إذا ما جمعنا أعداد الوفيات الناتجة عن الأمراض المتعلقة بالإجهاد النفسي مثل أمراض القلب، والنوبات القلبية، والسرطان ونقص المناعة والسكري والشيخوخة المبكرة، فإننا سوف نحصل على قا تل الأمريكيين الرقم واحد، يُحتمل أن يكون الإجهاد النفسي إدمانيا، يفرز الجسم خلال تعرضه للإجهاد الشديد الببتيدات الأفيونية الذاتية endogenous opioid peptides والتي تحاكي تأثيرات المورفين والهيروين.
أثبتت بعض التجارب أن حيوانات المختبر التي يتعرضت إلى قدر كبير من الإجهاد النفسي أظهرت عوارض الإحجام بعد توقف الباحثين عن تعريضها للإجهاد وهو الأمر الذي يوحي بخضوعها للكيميائيات، يبدو أن الحياة في هذه الحضارة "الثقافة" الحديثة والسريعة تتجه لتحويل البشر إلى مجموعة من المجهدين نفسيا.
أخبرني رئيس العلاقات العامة في إحدى المؤسسات بأن الأمر استغرقه عشرين سنة لكي يدرك أن أكثر ما يطلبه الناس هو الصحة والثروة والحب، أعتقد أنه محق؛ إننا نرغب جميعا في تجنب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان، إننا نريد النجاح في أعمالنا ووظائفنا وأن نكسب قدرا كبير من المال، كما أننا نرغب في أن نكون سعداء ونتمتع بالحياة مع أسرنا وأصدقائنا، لكن الإجهاد النفسي يعيق عمل شبكات الدماغ "المعروفة بإسم الشبكات العصبية" وهي المصممة لتأمين هذه النتائج الإيجابية.
لكن لا داعي للقلق بهذا الشأن، وذلك لأن الأنباء المفرحة حول الإجهاد النفسي هي مفرحة حقا، لقد تم إيجاد حل لهذه المشكلة وهو حل بإمكانه استعادة نشاط دماغك بشكل يُمكنه من تحقيق مهمته، والتي تتمثل في تمكينك من النجاح في كل مستوى من مستويات الحياة التي تهمك؛ يقوم هذا الكتاب بتسهيل تحقيق ذلك الحل، كما أن ما يجعل ذلك أخبارمفرحة أكثر بالفعل هو أن الطريق نحو ذلك الحل هي في غاية البساطة؛ يتعلق الأمر باستخدام مجموعة من الأدوات التي يستطيع أي شخص تقريبا أن يتعلمها ويطبقها وهي الأدوات التي إذا أدخلتها في حياتك اليومية لا تضيف أعباء جديدة إلى حياتك، إن عملية تهدئة استجابات الإجهاد النفسي تعزز وظيفة الدماغ الأعلى وتؤدي في واقع الأمر إلى تفعيل قائمة أنشطتك المستقبلية.
إن معظم الأدوات والعمليات التي ستتعلمها هي وسائل مؤكدة ومجربة إما عن طريق الأبحاث، أو عن طريق التجارب السريرية، جاء هذا الكتاب نتيجة سنوات عمل طويلة قضيتها في البداية كمدير للمركز الدولي للشفاء {التأهيل السلوكي} ICAH، وهي وكالة أطلقت نهجاً جديداً بالكامل يهدف إلى التغلب على أحداث الحياة الكارثية، ثم عملت منذ وقت قريب بصفتي شريكاً إدارياً في مؤسسة ProAttitude وهي مؤسسة تعنى بشؤون الأداء البشري والتي تقدم استشاراتها إلى الشركات الراغبة في القضاء على الإجهاد النفسي الناتج عن العمل لدى موظفيها.
عملنا في ICAH ضمن بعض أكثر الأماكن إثارة للإجهاد النفسي الموجودة على هذا الكوكب في أماكن معالجة السرطان والإيدز مع أشخاص يواجهون الموت، وعملنا كذلك مع مجموعات تنشد المواساة تضم آباء فقدوا أولادهم، وعملنا كذلك في السجون مع رجال يقضون عقوبة السجن لمدى الحياة، وكذلك في مخيمات اللاجئين مع أشخاص يعانون من اضطرابات ظهرت بعد تعرضهم لأنواع مختلفة من الصدمات التي سببتها حرب الإبادة في البوسنة؛ ساعد النهج الذي قدمته الوكالة على تسهيل عملية تغيير الموقف الذهني، وهي العملية التي تهدف إلى القضاء على علة الخوف والإجهاد النفسي السائدة في هذه الظروف اليائسة، كما أن النتائج التي حققها ICAH أكسبت هذا النهج شهرة دولية.
بدأ تركيزي على الإجهاد النفسي الناتج عن العمل ذات يوم عندما كنت أعمل في ICAR في ذلك اليوم جاء "لاري ستيوبسكي" لمقابلتي، وهو أحد أعظم أدمغة عالم التجارة في العصر الحديث رفع لاري وشوك شواب مؤسسة تشارلز شواب وشركاه إلى الذروة التي وصلت إليها، نجا لاري من أزمة قلبية كادت أن تودي بحياته، وهي الأزمة التي نتجت عن سنوات طويلة من الإجهاد النفسي، جاء لاري ليقترح علي تمويل نوع من أنواع الهيئات الاستشارية، والتي تهدف إلى تغيير نهج الوكالة إلى النموذج الذي باستطاعته وضع حد للإجهاد النفسي الناتج عن العمل.
بدا الأمر مقنعاً بالنسبة إلي في ذلك الوقت، لكنه كان رجلاً يمتلك رؤية عظيمة ونباهة كبيرة، كما كان واثقا بإمكانية تحقيق هذا الهدف؛ لم يطل الوقت قبل انضمام بوني ماير إلينا، وهي سيدة أعمال ثاقبة الرؤية شاركت بوني ماير في تأسيس Silver Oak Cellars، وهي المؤسسة التي ساعدت على جعل Napa Valley واحداً من أعظم مناطق إنتاج الشراب في العالم، شاركتنا بوني الثقة في إمكانية الإتيان بحل للإجهاد النفسي، جعلني كل ذلك أقبل التحدي، ثم أقدمنا على جمع فريق من الخبراء، وبدأنا العمل على حل هذه المشكلة كان توقيتنا موفقاً، وتصادف مع سلسلة من الاختراقات الهامة التي حققتها البحوث التي أجريت على الإجهاد النفسي والدماغ، لقد تمكنا من الخروج بحلول للإجهاد النفسي، وذلك بعد مرور ستة أعوام من العمل المضني، وهي حلول تجاوزت كثيراً طرق مواجهة الإجهاد النفسي التقليدية.
بعد ذلك، خرجنا إلى العالم الحقيقي، وطبقنا هذا النهج الجديد في مؤسسات كبيرة تشتمل على ضغوط كبيرة، وهناك حققنا نتائج مدهشة، وصلت النتائج الإجمالية لهذه الدورة إلى 4.8 من أصل 5.0 على مقياس ليكرت، وهي نتيجة نادرة لأي دورة تدريبية؛ تشير هذه النتيجة إلى مستوى عال من الاستيعاب، والذي يدل على مدى التغير في ثقافة أعمال الشركات وهو الأمر الذي لمسناه بأنفسنا.
شهد ما يزيد عن 90 بالمئة من المشاركين تغيراً في مستويات إجهادهم النفسي، وهي مستويات استمروا في توقع انخفاضها مع تطبيق ما تعلموه، أضف إلى كل ذلك أن ما يزيد عن ثلاثة من أصل أربعة مشاركين حققوا تحسنا مبتكراً في إيجاد الحلول للمشاكل في صحتهم، وفي علاقات عملهم، وكذلك في علاقاتهم الأسرية، لكن الأمر يشملك أنت أيضاً لأنه بإمكانك تحقيق النتيجة ذاتها؛ لخصت في الفصل الأول أبرز النقاط التي اكتشفناها والمتعلقة بهذه المشكلة، والحلول المقترحة لها، والنموذج الذي وضعناه، والذي يمهد الطريق أمام وضع حد للإجهاد النفسي، يوفر هذا النموذج طريقة لفهم حركيات علم الأعصاب، وعوامل الوراثة التي تقف وراء الإجهاد النفسي، وكذلك الاختراقات التي حققتها الأبحاث التي تحدّد الحل المطلوب لهذه المشكلة.
إذا أعطيت هذا الكتاب فرصة إرشادك إلى هذا الاتجاه الجديد، فسوف تخرج من هذه التجربة بدماغ يوصلك إلى ذروة أهدافك بحيث تقدم أفضل ما عندك في كل يوم، يقدم هذا الكتاب مساراً واضحاً يقودك إلى الصحة، والثروة، والحب، وهي الأمور التي نريدها جميعاً؛ سألني منذ مدة قريبة أحد الصحافيين الذين كان يعد مقالة حول موضوع الإجهاد النفسي لإحدى المجلات الوطنية: ما هو سر التحوّل من وضعية سهولة الإجهاد النفسي لندرة الإجهاد النفسي؟ لا يوجد سرّ في الأمر لأنه يتضمن التمرن لفترة تتراوح ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع على أدوات وعمليات بسيطة، وهي التي تكون العقلية المحددة التي تتجاوز الإجهاد النفسي.
يبدأ دماغك عندما تبدأ في هذه العملية بالتغير بطرق تمكنك من النجاح، لكن هذه الطريقة ليست صعبة أو مجهدة كما قد تعتقد تتعلق عملية تغيير دماغ تعود على حياة محبطة مليئة بالإجهاد النفسي بتعلم ممارسات معينة والتمرن عليها، وهو الأمر الذي يحدد فقط لا أكثر ولا أقل كيف تريد أن تكون، وذلك بينما تقوم بكل عمل تريده يمكنك أن تتمرن على هذه الممارسات في كل يوم فتجد أن القبطان الآلي لدماغك سوف يتحول بالتدريج من دماغ متعود على الإجهاد النفسي إلى دماغ يعمل بموجب خوارزمية من الهدوء العاطفي والوضوح الذهني حتى ولو كنت تحت الحصار؛ أما ثمرة ذلك كله فهي عمل شبكات الدماغ الأعلى في أقصى مستوياتها، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالات نجاحك في الأعمال التي تهمك أكثر من غيرها.
صمم كُتاب هذا الكتاب لإرشادك خلال عملية التغير تلك، لا يقصد من هذا الكتاب أن يقرأ بسرعة من الغلاف إلى الغلاف في غضون أيام قليلة، إنه عملية موجهة تحركك تدريجياً، أي مثل ما يحصل في حلقة دراسية، تعرض فصول هذا الكتاب السياق والمحتوى العلمي للأدوات التي تتحدث عنها هذه الفصول وتوجد في نهاية كل فصل عملية الخطوة خطوة المرتبطة باستخدام كل أداة من هذه الأدوات ترتبط بعض هذه الأدوات مع ملف صوتي يمكنك تحميله وهو الذي يرشدك أثناء عملية استخدام تلك الأدوات، في نهاية كل فصل يوجد قسم معنون تمرينك لهذا الأسبوع والذي يمكنك من تطبيق التمارين التي وضعتها.
أنصحك بعد أن تقرأ هذا القسم أن لا تتوجه مباشرة إلى الفصل التالي أريدك، بدلاً من ذلك أن تطبق الأدوات {المواد} التي حددتها لبضعة أيام -وأنا أنصح بتطبيقها لمدة خمسة أيام في الأسبوع- وذلك قبل قراءة القسم التالي، كذلك أنصحك بمراجعة الفصل الذي انتهيت من قراءته خلال تطبيقك للتمرين، وذلك كي تذكر نفسك بالسبب الذي يجعل من هذا التمرين مهماً، إن التمرن بشكل مستمر يحقق أعظم التغيرات في أداء الدماغ لكن كلما أكثرت من استخدام تلك الأدوات كلما أصبحت أسهل ستصل في نهاية الأمر إلى نقطة تحطيم استجابة الإجهاد النفسي التي كانت متأصلة عند بداية تطبيقك للتمرين.


لايوجد رد "نهاية الإجهاد النفسي pdf"
إرسال تعليق